الجمعة ٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم حسن توفيق

وجهها والمسافات البعيدة

ما تحدثنا عن الحب وإن كنا انطلقنا في أحاديثَ كثيره

عن شروق الشمس في البحر وعن طيرٍ تناديه جزيره

ليغنيِّ في سماها

موقظا نهرا من الأشواق للنضرة يمتد .. فيخضر ثراها

وتلاقينا مرارا وائتلفنا وامتزجنا جلسةً في إثر جلسه

فتوارت سفنُ الماضي وراح الأفق المسكر يمتد طليقا

والغناءُ الصامتُ انداحَ من الروح رقيقا

منذ ناديتُكِ همسا وأنا أنظر مفتوناً إلى عينيك خلسه


فجأةً ألقتْ خيالات ٌمن الماضي ظلالا واستباحتْ قسماتي

وجه مرآتي انجرح

هكذا في لحظة ضيعتُ أزهى كلماتي

واشتياقي للفرح

آه يا جرحي الجديد

في شروق الشمس موسيقى يناديني إليها وجهُكِ الرائق كالنور

على زهرةِ فُل

فأغنيك وإن كنت أغني خائفا من ذكريات تجرح الوجه السعيد

أو ضباب فيه طعم الخيبة البكماء في مشهدِ إحباطٍ وذُل

لا تقولي: ولماذا يا صديقي تستعيد

ذكريات تتعرى في لظاها دون ان تفتح أبوابك إلا لنداءات القتامه ؟

أتقولين لتمثالِ عذابٍ: حَيِّ شمس الصبح وانعمْ بابتسامه

وتفاءلْ بالجديد ؟!

إنني حاولت أن أحيا ولكنني وجدت العالم الأهوج يطويني ويستل النضاره

ووجدت الموجةَ الرقطاء تمتد وتعلو بالوجوه الكالحه

ووجدت الحب َّمبذولاً لمن يدفع أكثر

في حوانيت التجاره

وتعثرتُ مرارا حين مس القلبَ خنجر

وأنا أجتاز طوفانَ كلابٍ نابحه


منذ أن كنت ُصبيا ورغابي جامحهً

كانت الدنيا بيوتا عضها القهر وأَكواخاً نراها مستكينه

وأنا كنت أحبُّ الوردة َالحمراء َوالأطفالَ والقمح المغني في

ابتهالات السكينه

وتنقلتُ بأشواقي جريحا حيث شبتْ أغنياتي صائحه

طلع الفقرُ علينا .. من ثنيات الخداع

أيها المكبوتُ فينا .. سرْبنا فالحقّ ضاع

إنهم عادوا فقالوا .. إنما نحن رعاع

فتأهبْ لاٍ نطلاق ٍ .. وتأهبْ للصراع

هكذا سرتُ جريحا فإذا جئت أغني كالعصافير الطليقه

أنكرتْني ذكرياتي وتداعَى - في خيالاتي - ركامُ البارحه

أسألي - يا نور عيني - أصدقائي عن عذاب البحث عن شمس صديقه

كلنا يحمل جرحا مستكنا ويداويه بملح الصبر.. والأْفق صقور جارحه

فإذا كنا نغني فلأَّنا نحلم اليوم بأيام ستأتي وبآفاق جديده

هل تُرى أنتِ سعيده؟!!


ما تحدثنا عن الحب وإن كنا انطلقنا في أحاديث كثيره

والأحاديث جسور للقاءات ولكنّ المسافات تطول

وبرغم الجرح - يا حبي - فإنا نستطيب الملح من أجل الوصول

نحو شطآن الجزيره

لنغني في سماها بعد أن نجتاز طوفانَ الكلاب النابحه

يومَهَا يضحك قلبي ونرى الشمس وترتد الوجوه الكالحه

----

الآمال .. والموت المزخرف

بعينيك ِآمالي التي يرتجيها العمر منبات قلبي مؤرَقا

وتعشق فيك الروحُ نضرة أيامي ونبض كآبتي

كأنك وعدُ في عيون الجميلات اللواتي نأى عنهن ركبُ صبابتي

وجئتِ فجاء الوعد كي يتحققا

أريدك قربي - آه - لكنَّ أمواجا من الخوف تُقبلُ

فنحن التقينا فوق أرض مدماة بها الحب أعزلُ

يُخوِّضُ في المستنقعات وبالأحجار يرشقه الأوغاد أيانَ يرحلُ

وبالغش يُسحلُ

أخاف من العدوى وأن تكذب النجوى وأن تشهد الأحلام موتا مزخرفَا

يعللنا أن الحياة بها تسري فنبقى نهللُ

فما زال فينا من نراه يضللُ

وما زالت الأشجار تثمر حيَّاتٍ ويصعق سجنُ الأْفق طيرا مرفرفَا

تقولين لي: حاذْر .. ستفتح بابا للهواجس تدخلُ

تنفس ْشذى روحي ودَعْ عنك ظلا يستطيبك عابسا

صحيحُ بأنا حين نشهد أقمار البراءة تأفلُ

تداهمنا الُحمَّى.. ولكننا لن نصلح العالم الذي تكوَّمَ يابسا

رفيقةَ أحزاني هو الفقر يغتال الحديقة في الروح التي تتفتحُ

هو الفقر طاغوت يطوحنا مثل الغصون المخوخة فكيف سنفلح إذا نحن أحببنا فسرنا خفافاً فوق أرض ملطخه؟!

تشهيت فيك الوعد ... قلتُ: حبيبتي

وأطلقت عصفوري الظمىّ من العش الذي كم تبعثرا

لعل مع الأيام تثمر لقياك ابتساما منورا

يلاقي أناشيدي فتنفض أوراقَ انتظاري حديقتي

على أننا لسنا نسير كما نرجو .. فكم خاب مأملُ

وماذا سنفعلُ

سوى أن نشد الأزر .. قلبي يناديك ابتهالاً ويأملُ

وقلبك يسقيني الأمان من النبع الذي ليس يبخلُ

أصاحبتي .. قلبي بحبك مأسورٌ ترنمَ مغرما

فلا تلفظي قلبي إذا تهت في الأرض الشحيحة مرغما

وها هي آمالي بعينيك زَهْراتٌ تفتحنَ أنجما

فلا تتركيني أسأل الريح عنهما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى