وجهٌ آَخَرُ لِلْغِيَابِ
بِي - مِلْءُ بَحْرٍ - صَرْخةٌ
لَا يَفْقَهُ الصَّبَّارُ صَمْتِي إِنْ سَرَتْ
مَاذَا سَيَجْرِي حِينَ أَهْرَبُ مِنْ هُنَا ؟
عَامَانِ يَشْتَدُّ الْبُكَاءُ وَيَنْقَضِي !!
وَتَعُودُ تَبْحَثُ عَنْ طَرِيقٍ يُسْعِفُ الْجَسَدَ الْمُعَنَّى
بِاحْتِضَانِ غِيَابِهَا
والليْلُ حَارِسُهَا إِذَا مَلَّتْ غِيَابِي
أَمَّا الصِّغَارُ... فَقَدْ تَرَكْتُ شُجَيْرَةً
لِلظِّلِّ وَالثَّمَرِ الْمُقِيمِ تَعُولُهُمْ
وَتَرَكْتُ أَقْوَامًا - عَلَى عَهْدِي بِهِمْ –
يَرْعَوْنَهُمْ
قَبْلَ اكْتِشَافِ حَقِيقَتِي
لَا تُخْبِرُوا أَحَدًا بِعُرْيِي
وَاخْفِضُوا لِي مِنْ جَنَاحِ السِّتْرِ نَافِذَةً
أَرُوغُ خِلَالَهَا
فَوْقَ احْتِمَالِي أَنْ أَظَلَّ ... فَسَاعِدُونِي
فَوْقَ احْتِمَالِي أَنْ أَظَلَّ ... وَلَيْسَ غَيْرَكَ شَاغِلِي
أَتُعِيدُ لِي وَجْهِي القَدِيمَ
وَعُلْبَةَ الْحَلْوَى
وَسُخْرِيَةَ الْكِبَارِ إِذَا رَأَوْنِي شَاعِرًا
أَتُعِيدُ لِي تِلْكَ الْمَسَافَةَ خَلْفَ قَلْبِي كَيْ أَرَى
– عِنْدَ الصَّبَاحِ - الشَّمْسَ تَأْتِي بِالنَّهَار
وَلَا أَخَافُ مِنَ الْكَمَدْ
فَوْقَ احْتِمَالِي أَنْ أُسِرَّ إِلَيْكُمُو بِحَبِيبَتِي
فَهِيَ النَّدِيَّةُ وَالْغَنِيَّةُ...
وَالصَّبِيَّةُ رَغْمَ نُكْرَانِ الْوَلَدْ
وَهِيَ الَّتِي - رَغْمَ الرَّدَى- عَاشَتْ لِتَحْمِلَ لِلْأَبَدْ