الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم لبنى محمود ياسين

وطن

1-
 
يمتدُّ الوطنُ في داخلي
صفحةً بيضاءَ ناصعة
أمزِّقُ مَلامحَها بأظافرِي المدببة
وأكسِّرُ السُّطورَ
وأكوِّنُ منها منحنياتٍ
وأعيدُ تشْكِيلَ تفاصيلـِها
بأصابعَ مشتعلة
أصنعُ منها قضباناً
وزوايا حادة أغرسُها في رئتي
ليس لأنني لم أعدْ
أصدِّقُ البياض
ولا أؤمنُ بالمستقيمات
لكن لكي أثبتَ لهم
أنني أحبُ الوطن
تماماً
كما يحبونَه هم
فهل يحبنا الوطن؟؟..
 
2-
 
الصفحةُ لم تعدْ بيضاءَ تماماً
نبتتْ بين حناياها لعناتٌ شيطانية
تكونتْ من شظايا أظافري
تلكَ التي صارتْ بالوراثة
مقلمةً حدَّ الوجع
 
3-
 
منْ قالَ إنّ الشمسَ تشرقُ صباحاً
كان مخطئاً
فهي تولدُ كلَّ يومٍ في قلبي مرتين
وتموتُ في كبدي ألفَ مرة
فأدفنُ حنينها
في مآقي عيني
وأرددُ صلاةَ الغائبِ على مسامعهم
أولئك الذين في آذانهم وقر
لأثبتَ لهم
أنها لم تغربْ
لكنها ماتتْ فقط
 
4-
 
فلنهشم المرايا
ولنصنعْ من شظاياها
تابوتاً للشمس
ما فائدة المرايا
إذا كنا لا نرتدي وجوهَنا أبداً؟؟..
 
5-
 
لأن عبادةَ الأصنامِ
تودي إلى النار
فقد أصبحَ الناسُ أصناماً
وعبدوا أنفسهَم
وها هي النارُ تشتعلُ حولنا
فهل منْ مؤمنٍ ؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى