الأحد ١٨ تموز (يوليو) ٢٠٢١
بقلم مصطفى معروفي

وهج النخل

ما كنت أرى الأرض كما هي تبدو الآن
لقد كانت حاملة في يدها مفتاح الحب الأول
و اليومَ تعاقرُ حجرَ الأسلافِ
أجيء
يراقبني القمر الجالس في حضن السوسن
أشرب نخب العصر
و قد صار بذاكرة
فيها شبَهٌ بالفُقْمةِ
عسكرَ في ضفتها النسيان
و لكن أنا لن أنسى
أني كنت بمقهى يرفل في أبهة الساحل
أنسج للوقت رداء
لا يجد المرء له لوناً
أو طعما
أو رائحةً
و أقدم لما يتبقى عندي من شوقٍ
بعض فناجين القهوة
و أمامي
وهج النخل يطير بلا أجنحة
يسكب في الصحو رفات الضوء
و من نافذة تتثاءب في خاصرة المنزل
ثمة هرٌّ كان يطلُّ
و قد عسكر في عينيه الخوف...
ألا بالله عليك متى تأتي يا زمنا
نأكل فيك رغيف الخبزَ و لا نَغْمِسه في الآهِ
و إن نادانا البحر
أجبناه بزغاريد المدن المنذورة للأعراسِ
تعالَ قريبا
فمآدبنا الآن تُقامُ على جسد العشب
و سائر نكهتها من ذكرى الأشجان
هو الوطن الساكن في القلب
له باب يوصد عند مهب الفتنة
حين تشرَّدُ في التيه الخطوات
و يرمى إلى فك الفرن طموحٌ ما أبهاه...
أيتها النخلة
يا ذات السعف الموغل في الفرح الآتي
أقسم أني
لن أغرس في كفي
وجعا يمتح من أرَقِي الرابضِ في الأجفان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى