

يا أَقصى، جِئْتُكَ والدّموعُ تَسيلُ
يا أَقصى، جِئْتُكَ والدّموعُ تَسيلُ
فالخَطْبُ صَعْبٌ، والرِّجالُ قَليلُ
النّاسُ في بَلْوائِها مَشغولةٌ
وزَعيمُنا بِبَعيرِهِ مَشغولُ
فانظُرْ إلى فَلَكِ العُروبَةِ كي تَرى
شَعْبًا يَسيرُ، وما لَدَيهِ دَليلُ
باللهِ، كيفَ نَصونُها أوطانَنا
والأُسْدُ تُذْبَحُ، والكِلابُ تَصولُ؟
فإذا الكَرامَةُ صُودِرَتْ مِن أُمَّةٍ
فالـوَغْدُ فوقَ شُعوبِها مَسؤولُ
وإذا اللُّصوصُ على العُروشِ تَرَبَّعوا
فاعْلَمْ بأنَّ تَقِيَّنا مَغْلولُ
يا قُدسُ، إنّا أُمَّةٌ لا تَسْتَحي
فالحُرُّ يُنفى، والشَّريفُ ذَليلُ
يا قُدسُ، كلُّ عُيونِنا مَفْقوءةٌ
والفِكرُ في أوطانِنا مَشْلولُ
بابُ العُروبَةِ لليَهودِ مُشْرَعٌ
لكنَّهُ في وجْهِنا مَقْفولُ
قَدْ نَصَّبوا فوقَ العُروشِ زَعامَةً
هذا العَميلُ، وذاكَ مَسْطولُ
فالخَيْلُ يَعلو في السِّباقِ صَهيلُها
لكنَّ خَيْلَ الحاكِمينَ هَديلُ
إنَّ الكَرامَةَ بَيْنَنا مَذْبوحَةٌ
والمَجدُ في عُيونِنا مَقْتولُ
لكنّني في الأُفْقِ أَلْمَحُ بارقًا
فالرَّعْدُ يَقْصِفُ، والسَّحابُ ثَقيلُ
إنّا شُعوبٌ لا تَلينُ لظالِمٍ
وعلى التّحَدِّي طَبْعُها مَقولُ
صَهيونُ بينَ الخانِعينَ مُهَيْمِنٌ
وعلى رُؤوسِ الزّاحِفينَ يَبولُ
لكنّنا، والأرضُ يَكْسوها الدُّجى
يومًا، سَيُولَدُ بَيْنَنا قِنْديلُ