الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم حسن توفيق

يا دارَ عبلة..

هل أصبح الإذعانُ نجمَ الموسمِِِ

أم هل شربتَ الكاسَ قبل تندُّمِ

يا دارَ عبلةَ.. للشروق تطلَّعي

رغم احتدام النار أو سيلِ الدمِ

لا تعبئي بالناظرين وصمِتهم

فالناظرون إليكِ.. كلهمُ عَمي

لم يرفعوا سيفاً فيرفع شأنهم

أو ينجدوا طفلاً بأرضِ مخيَّمِ

لم يعرفوا الطاغي من المظلوم مُذْ

سيقتْ خطاهم في الطريقِ الأشأمِ

أو يبصروا شمسَ التآخي فوقهم

فتدحرجوا في قاعِ ركنٍ معتمِ

يا ليتهم خبروا الزمانَ فلمْ تصم

أشواقُهم عن خطوةٍ لتقدمِ

لكنهم - واحسرتَا - خافوا فلمْ

يُكتبْ لهم غير اجترارِ العلقمِ

دفعوا فواتيرَ الشراء مقدماً

وتدافعوا شوقاً لأخيبِ مغنمِ

حسبوا الطعام يفيدهم ويعيدهم

في الليل شباناً بملهى الأنجمِ

فإذا الطعامُ شرائحٌ من جيفةٍ

والسمُّ يسري في نخاعِ الأعظُمِ

وبقرب تمثال الغرور ترنحوا

وهمو جلوسٌ في نعيمِ جهنمِ!

ليظل منهم مَنْ تلذَّذَ بالأذى

ويظل منهم مَنْ بوحشٍ يحتمي

ويظل منهم مَنْ يراقص ظله

ويطيل رقصته إلى أن يرتمي!

أما أنا.. فقد انطلقتُ ملوحاً

بالسيف في وجه اللئيمِ المجرمِ

ومعي رجالٌُ من سلالة يعربٍ

لم ينحنوا.. وإليه كلٌُّّ ينتمي

«ولقد شفَى نفسي وأبرأ سقمها

قيلُ الفوارس: ويك عنتر أَقدمِ»

وحصانَي المشتاق يصهلُ جائعا

للنصر.. لم يرجعْ ولم يستسلمِ

ولقد لمحتُكِ والظلام مخيّمٌُ

حولي ورفضُ الذلِّ ينضحُ من دمي

فوددتُ أن يصحو النهارُ لأنه

آتٍ بوعدِ زمانكِ المتبسمِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى