الخميس ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم
يا وَحشَةَ الدرب
ألقِالـــرحالَ وخَلِّ الدمعَ رقراقايَمحُ الـــــذي ذُقتَهُ هَولاً وإرهاقاياوحشــةَ الدرب قد حَفَّت جوانبهُبكل ما حَســـــــِبتهُ النفسُ ترياقاحتى تبدى لها سُـــــــمًّا تَغَصُّ بهيا قُبحَ ساقيهِ والكأس الذي ساقىمن بعد سبعين قد شارفتَ جانبهاماذا تُرَجِّي وقد طـــــــوَّفتَ آفاقاوخُضتَ فـــي لُجَّةً عمياءَ مظلمةٍما لاح فيها على مَرآكَ إشـــراقاما إن يوافيكَ نجمٌ وســــطَ داجيةٍتهفو إلى ومضاتِ الضوءِ مُشتاقاحتى يُمَرِّغَهُ عتمٌ، وتوسِـــــــــعَهُمن كل جَنْباتِها الظلمــــاءُ إطباقايا خيبةَ الأملِ المَرجُــــــوِّ طلعَتُهُونحـــــن مَن أنفق الأعمار إنفاقاتلكَ الأماني التي كانت تُــراودنافاســــــتوطنَت مُهَجًا منا وأحداقايا لهفَ نفســـيَ كم تاقت إلى حُلُمٍوكم تَمَــــــــوِّجَ هذا الصدرُ دَفّاقافي صَبــــــوةٍ يوم كُنا حالمينَ بآمالٍ نميلُ لها هامًا وأعنــــــــــاقاومطمحٍ أن نرى للعُربِ وحدتهمْوأن نرى علمًا بالعـــــــــزِّ خَفاقاشِخنا وشاخت أمانٍ خُلّبٌ ومَضَتفي دربها، وطـريحُ الوهمِ قد فاقاما نالنا صَــــــــــــيِّبٌ مما نُؤمِلُهُوالكون يَزخَــــرُ إرعادًا وإبراقاضاع الذي كان من حلمٍ ومن أملٍوبُدِّلَ الأملُ الموعـــــــودُ إخفاقاومُزقت شــــــــرَّ تمزيقٍ مواطنناكأنما خِـــــــــرَقًا كانت وأوراقاوأهلها شُـــرِدوا، هاموا بِحَيرتِهمْباتوا على طُرقاتِ الأرض طُرَّاقابكل أرضٍ تــــراهم واقفين علىباب اللئامِ فلا يَلقون إشــــــــــفاقالهفي على أهل سـوريا وجيرتهاوالموت يوســـعهم حرقًا وإغراقابالأمس كانوا ملوكا في ديارهمُوأكثــــــــر الناس إكرامًا وإغداقاكانوا ملاذًا لمن يهفــو لجيرتهميَنسى الذي قبلهم من أمـــره لاقىسلوا فلسطينَ تُنبي وهي صادقةٌبأن صًدر الشآمِ الرحب ما ضاقاسلوا العراقَ بَنيهِ حين عثرَتِهِمْهل كانت الشامُ إلا الحضنَ تواقاواسأل بلبنانَ عن شامٍ وجيرتهاتجبك فيــــــروزُ إعزازًا وإحقاقاكانت دمشقُ وتبقى حصنَ أمتناتهفو القلوبُ لها وجدًا وأشـــــواقا