
بَرَاءٌ وَاهِبُ الْمِسْكِ

خُلَاصَةُ الْوُدِّ مَاءُ الرُّوحِ قَدْ نَبَعَا
مِنْ غَايَةٍ خَبَّأَتْ فِي جَوْفِهَا الْبِدَعَا
الدكتور محمد جمال: أكاديمي وناقد أدبي مصري
خُلَاصَةُ الْوُدِّ مَاءُ الرُّوحِ قَدْ نَبَعَا
مِنْ غَايَةٍ خَبَّأَتْ فِي جَوْفِهَا الْبِدَعَا
ما زلت أذكر أنني كنت أنتبه أواخر سبعينيات القرن الميلادي العشرين، إلى براعة فاروق شوشة في محاورة ضيوف أمسيته الثقافية حتى ليكاد يستولي دونهم أحيانا على البيان، وإلى قول أمي -رحمها الله، وطيب ثراها!-: "الراجل دا ما بيسيبش حد يتكلم"! فأما برنامجه الإذاعي "لغتنا الجميلة" (...)
لم يكن أبو الأسود الدؤلي الفنان العالم الحبر الجليل ليغفل عن نغمة التعجب في قول ابنته له: مَا أَشَدُّ الْحَرّْ -ولا ريب في وقوفها على آخره بالتسكين- بقوله: القَيْظ. لا، ولكنه أراد أن يهزها هزا عند تنبيهها على خطأ ضم "أَشَدّ". فلما استنكرت جوابه قائلة: إنما تعجّبْت!- (...)
وُجُوبُ الْحَذَرِ "تَزْكِيَةُ الْأَشْرَارِ لَكَ هُجْنَةٌ بِكَ، وَحُبُّهُمْ لَكَ عَيْبٌ عَلَيْكَ، وَهَانَ عَلَيْكَ مَنِ احْتَاجَ إِلَيْكَ". وَطْأَةُ الْإِخْلَاصِ "قِيلَ لِسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -أي التستري-: أَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ عَلَى النَّفْسِ؟ فَقَالَ: (...)
"وَأَمْطَرَ الْكَأْسَ مَاءً مِنْ أَبَارِقِهِ فَأَنْبَتَ الدُّرَّ فِي أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ الذي فيه: "...الْكَأْسُ...أَبَارِقِهَا"، والصواب ما أثبتّ- وَسَبَّحَ الْقَوْمُ لَمَّا أَنْ رَأَوْا عَجَبًا نُورًا مِنَ الْمَاءِ فِي نَارٍ مِنَ الْعِنَبِ سُلَافَةٌ وَرِثَتْهَا (...)
الْمَالَ لَا الْعَقْلَ "قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنَّكَ تَبْذُلُ الْكَثِيرَ إِذَا سُئِلْتَ، وَتَضِنَّ فِي الْقَلِيلِ -هكذا، ولعله: بالقليل- إِذَا نُوجِزْتَ (سُووِمْتَ)! فَقَالَ: إِنِّي أَبْذُلُ مَالِي وَأَضِنُّ بِعَقْلِي". مُجْتَمَعُ الْحُزْنِ "الْحُزْن (...)
سُرْعَةُ الْإِنَابَةِ "الْعَارِفُ طَيَّارٌ، وَالزَّاهِدُ سَيَّارٌ". سُلْطَانُ الْهَيْبَةِ "أُفَكِّرُ مَا أَقُولُ إِذَا افْتَرَقْنَا وَأُحْكِمُ دَائِبًا حُجَجَ الْمَقَالِ فَأَنْسَاهَا إِذَا نَحْنُ الْتَقَيْنَا فَأَنْطِقُ حِينَ أَنْطِقُ بِالْمُحَالِ"! سَمَاعُ (...)
زَكَاةُ الدَّارِ "رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ!- أَنَّهُ قَالَ: زَكَاةُ الدَّارِ أَنْ يُتَّخَذَ فِيهَا بَيْتٌ لِلضِّيَافَةِ". زَلَّةٌ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ "زَلَّةٌ وَاحِدَةٌ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَقْبَحُ مِنْ سَبْعِينَ قَبْلَهَا". زَيْتُ (...)
كَأْسٌ أَيُّ كَأْسٍ! "تَصْطَلِمُهُمْ عَنْهُمْ وَتُفْنِيهِمْ، وَتَخْتَطِفُهُمْ مِنْهُمْ وَلَا تُبْقِيهِمْ! كَأْسٌ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ، تَمْحُوهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَا تُبْقِي شَظِيَّةً مِنْ آثَارِ الْبَشَرِيَّةِ"! كَأْسُ الْمُشَاهَدَةِ "فَلَمَّا اسْتَبَانَ (...)
غُرْبَةُ الِافْتِتَانِ
"قَالَ لَهُ -أي لأبي الحسن البوشنجي-: ادْعُ اللهَ لِي! فَقَالَ: أَعَادَكَ اللهُ مِنْ فِتْنَتِكَ"! الْغَيْرَةُ للهِ "لَا يُقَالُ: أَنَا أَغَارُ عَلَى اللهِ -تَعَالَى!- وَلَكِنْ يُقَالُ: أَنَا أَغَارُ لِله؛ فَإِنَّ الْغَيْرَةَ عَلَى اللهِ (...)