الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ‎⁨سامر الخطيب

أجنحة التراب

مذ كنتُ أدخلُ غرفتي لأنامـــَا
كــــانَ المساءُ يرتِّبُ الأحلامـــا
ويرى جيوشــــاً قدْ تفكِّرُ ربَّما
أنْ ترتدي فوقَ الرَّصاص كلامَا

ويظنُّ أنَّ الوقتَ ينهشُ ذاتَـه
والذئبُ في العينين صـــارَ غلامَا

فإذا بــــه يَصحو ويصفعُ نفسَه
كـــي لا يعيشَ بذاتِه الأوهـــــامَا

هذي بدايةُ أنٔ تكونَ مقاومـــــاً
فــاجعلْ سلاحَكَ يصطفي الأقلامَا

فالصوتُ في الأعماقِ أوّلُ ثائرٍ
يُنهي الشــتـــاتَ ويهزمُ الآلامـــا

مـذْ كانَ نيرونٌ يدورُ بخاطري
والــمــاءُ في العينين ِ صــارَ لِزاما

مـــذْ قـــالَ طاغوتُ الجهالةِ أنَّه
قـــــــــد جاءَ حتَّى يكسرَ الأصنامَا

أدركْتُ أنِّي لنْ أغــــادرَ منزلي
إلاَّ لأصنعَ بالصـــراع ِسَـــلامـــــا

فالبحرُ لا يَحــيــا بــدونِ رياحِه
والأرضُ تحملُ فوقَها الأقـــدامــــَا

والصقرُ منْ دونِ المخالبِ باهتٌ
يُلغى ليُدعى في النقاشِ حَـمــامــَا

والــغــابـةُ الحمــقـــاءُ تقفلُ بابَها
إلا لأرضٍ تحملُ الضرغـــــامــَا

فازرعْ جهاتِكَ بالقنابلِ عــنـدمـَا
تلقى الجــهـاتِ تفخِّخُ الأعـوامـــَا

واعلمْ بأنَّ البيتَ يُهدمُ ربَّمــــــا
لكنْ تُرى مَـــن يَهدمُ الأهرامـــــا

ودعِ الصخورَ أمامَ بيتِكَ وابتكرْ
سيفاً قــــويَّا كي تعيشَ سـلامــــــا

ما عاشَ حُرَّاً مَن يكونُ زرافةً
مـــــــا عاشَ خوفاً كلُّ مَن قدْ قامَا

مَن لَم يطعْهُ اللونُ حينَ يرومُه
مــــــا صارَ ما بينَ الورى رسَّاما

مَنْ لمْ يُحطْ بالسُّورِ دارَ وجودِه
قَـــد يلتقي في دارِه الأقـــزامـــــــَا

فالشَّمعُ لا يكفي بدونِ مــنــارةٍ
كبرى لتمحوَ بالضياءِ ظـــــلامــــَا

ومعاركُ القدماءِ كـــانَت تنتهي
بالصبرِفاحملْ ضمنَك الصَمصَامـا

فاصمدْ بذاتِك لنْ يجيرَك مَن يَرى
كفَّا رمَــى مِــــــن ذاتِه الإبهامَا

لا يَرتجي إلا الهزيمةَ واهـــــــــمٌ
يختارُ للنصرِ العظيمِ نــــيـامــا

فاحملْ ســـــلاحَكَ لا تفكِّرْ لحظةً
أنَّ الورودَ تـــقــاومُ الإجرامـــَا

واعلمْ بأنَّ الأرضَ أعظمُ نــاطق
بالحبِّ كيف سنهجرُ الإلهامـــا

مَنْ غادروا الأوطان دون وصايةٍ
روحيَّةٍ قــــــدْ أصبحُوا أيتـــامَا

فمنَ الترابِ إلى الترابِ مآلُــنــــا
من ذا سيصنعُ بالضياعِ خِصاما

عشْ فوقَ أرضِك وانتسبْ لهوائِها
هـل مسلمٌ قد أنكرَ الإســلامـــــَا؟

في العالمِ البشريِّ أصبحَ واضحاً
أنَّ الذئابَ تمزِّقُ الأغــــنـــامــــــَا

مـــــا مثلُ جسمكَ قد يعالجُ نفسَه
إنَّ القلوبَ تـــــعـــالجُ الأسقــــامـَا

مَن لا يقاومُ كي يعيشَ مكرَّمــــاً
يــوحــي لكي يلدَ الترابُ حــرامَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى