أزهرَ السّورُ
إنْ كانتْ إلا حروفًا ماجدةً
واستوت روحُ الغيمةِ الغيثاءِ على السّفرِ المكنونِ
غنّتْ أمهاتٌ على مسرى العقيقِ
ينسجنَ الأوشحةَ الزرقاءَ
لعناقيدِ العنبِ
لبيادرَ خلف السّور
وسرى الهدهدُ مزدانَ الخطوِ
يسألُ الدّرب عن سرّ الماكثين
هناكَ على سفحِ التلّ المائسِ في الغروب
هل تاهوا؟
هل أضاعوا الطريق ؟
وانسالَ الجوابُ من الأعماق
من خفايا الغياب
من سرّ يقتاتُ الأضواء
ذي أرواح الحروفِ تناجي نجمةَ الصّبحِ
ذي أصواتُ أمٍّ ثكلى تنداحُ في
موئلِ الحزن المسجور
قالت غزلان:
مهلاً يا هدهدُ
ذي أرواحنا ملقاةٌ في البئرِ
غارَ الماءُ
عطشَتْ أغصانٌ في القلبِ
نادى الهدهد
كلّمَ الآفاقَ
حَمَلَ القيثارةَ غنّى
إنْ كانتْ إلا حروفاً ماجدةً
واستوت روحُ الغيمةِ الميساءِ على القلب المحزونِ
شيءٌ ما في الدّربِ ماسَ
شيءٌ ما في البئرِ مادَ
أورقَتْ أ غصانُ المدى
عادتِ الأمهاتُ على صهواتِ الجيادِ البيضِ
يلقينَ الأوشحةَ الزرقاءَ على السّور
أزهرَ السورُ صارَ بيادرَ
والحنطةُ باتتْ ليلكةً في شريانِ الحقولِ
باتت غيمةً
أمطرتِ الغيمةُ
غنّتْ أرواحُ السّروِ
غنّتْ أرواحُ الريف