الخميس ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم نجيب طلال

أمــَّـة اقـرأ ...!!

هناك فيديو ينتقل من فرد لفرد، بدوري قمت بتوزيعه للعديد من الأصدقاء والزملاء.لكن المثيرفي (حدود علمي) لا أحد من مريدي وموظفي الفايس بوك الذين ينشرون أخبارا وصورا على مدارالساعة، ترصد للفيديو وسعى قدر المستطاع أن يحلله أو يناقشه، علما أنه يستحق التحليل. إذ فحوى الفيديو الذي ظهرت فيه سيدة أنيقة المظهر، بشوشة الوجه ومنضبطة في مخارج حروفها، لا أشك بأنها سورية الأصل مقيمة في الدنمارك.

مصدر خطابها من قلب مكتبة عامرة وشاسعة الأرجاء والأجنحة بالدنمارك، لأنها لم تحدد المدينة، بقدرما حددت أجواء المكتبة التي تزورها باستمرار، وفي كل مرة تبحث عن جناح كتب لغة الضاد (العرب)بحيث تلك المكتبة تخصص لكل دولة جانحا لمنشوراتها: هناك أجنحة لرومانيا وجناح صربيا وجناحألمانيا...إلا جناح العرب لم تجده، فاضطرت في زيارة أخرى مساءلة أي عامل/موظف في المكتبة، عن جناح أمة (إقرأ) فأحالها أحدهم للمشرف العام عن المكتبة:

إذا سمحتَ مرارا أزور هاته المكتبة، ولم أعثر على قسم اللغة العربية، ولم أسألكم من قبل، احتراما لكثرة القراء والزبائن التي تتعاملون معها يوميا.

* بخجل يا سيدتي،أقول لك:حذفنا جناح اللغة العربية، نظرا لا أحد من العرب اقتنى

كتابا أو زار الجناح !!

يالله، ياجماعة اقرأ، أينكم..أينكم؟

حوار مقتضب، يكشف عن ضعف وشلل لغة الضاد في مواجهة اللغات الآخرى، وثانيا نتبجح في الندوات والملتقيات بحماية اللغة العربية: كيف؟ والحوار كاشف ومختصر لحقيقة الواقع العربي، في دولة (الدنمارك) الذي ينعكس على الجغرافيا العالمية، وخاصة في عقر ديارنا: بأننا أمة لا تقرأ، لماذا لانـقرأ بالشكل المرتجى؟ أليست المعرفة سلطة وعبور نحو الالمعية؟ ألسنا أمة"ن والقلم وما يسطرون”؟ أكيد أن عدم المقروئية ليست وليدة اليوم بل هي تاريخية. ولقدأشارت إليها العديد من المجلات العربية فترة الثلاثينات من (ق،م) ونحن نحدد خطابنا (في) [بلادنا/ المغرب]: لكن الذي يحير العقل ويصعب تفسيره، كأن الصورة طلاسم - مفادها- كثرة المطبوعات ونشر الكتب والدواوين والمجاميع القصصية...في غياب شبه المقروئية، تقابلها كثرة الكليات والجامعات والمؤسسات التعليمية، يقابلها إغلاق العديد من المكتبات، وبعض الكتبيين وأصحاب الأكشاك يواجهون شبح الافلاس والاغلاق بسبب قلة الزوار وانعدام حس القراءة لدينا، وبالتالي:"فالامة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها"كما أشار[ مالك بن نبي]

والأغرب من كل هذا هنالك مكتبات في دور أندية الشباب، تم إغلاقها وإتلاف محتوايتها من كتب ومجلات ودوريات؟ وهناك جمعيات متعددة تدعو للقراءة، وتسعى لتقريب الكتاب. (نعم) الكتاب الذي قال فيه الجاحظ كلاما بليغا في منجزه المحاسن والاضداد الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملُك، والمستمع الذي لا يستريثك، والجار الذي لايستبطيك، والصاحب الذي لا يريد ما عندك بالملـَق، ولا يعاملك بالمكـْر، ولايخدعك بالنفاق، ولا يحتال لك بالكذب..."للتلامذة والشباب وتتجول في المؤسسات التعليمية لتحبيب القراءة ثم القراءة. أغلب أعضائها لايقرأون، وهذا ليس حكم غيب أو حكم قيمة بل هي وقائع معاشة.

ومن الطرائف في مهرجان المسرح الوطني الذي يقام بمدينة (تطوان) مؤلفين يدعيان التأليف المسرحي، أعمالهما مسفهة مائلة لخطاب الحواري والمواخير، فمنذالمهرجان لم يزورامعرض الكتاب، ولم يقتنيا أي منهما كتابا بشهادة "الكتبي"الذي كان هناك مشرفا، ولقداشتكى من ضعف بيع الكتب والتي كانت موازية للمسرح وشؤونه. ولاسيما أنني شخصيا كنت أراقب ذانك المؤلفين(؟) قبل بدء أي عرض مسرحي، فمن خلال تحركاتهما ونزقيتهما وسط الجموع، تشعر بأنهما يلهثان نحو جائزة التأليف(؟) غباء ما بعده غباء: هل انحطاط المستوى المعرفي الواضح في أعمالهما، والذي يكشف عن زيف الوعي الممزوج بالتخلف الفكري. يطمحان لجائزة (الوهـم) هكذا أغلبهم(!!) هنا أستوضح تموقفي: بأنني لا أتحامل عليهما أو على غيرهما، لأنني لست"مشاركا"اليوم وغدا في المسرح الذي يدعي (الإحتراف) ولا علاقة لنا بالدعم، بقدرما قدمنا سلوكا من سلوكيات اللا قراء، وهم يكتبون نصوصا للمسرح، الذي تجمعنا به علاقة عشق مسرحي يوم انهار وتم اغتيال مسرح الهواة/ التجريبي ببلادنا. من لدن المهرولين نحو الدعم....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى