

اغتيال الوعود...
فِلسطِيِنُ كَم مَوعِدٍ تُوُعَدِي..
وَكَم قَائِلٍ نَصرُنَا فِي الْغَدِ..
وَكَم صَارِخٍ يَا خُيُوُلَ اْركَبِي..
وَمَا عَانَقَ اَلسَّيفُ قَبضَ اَلْيَدِ..
وَكَم شَاعِرٍ لِلرَّدَى مُنشِدَاً..
إِلَى اَلْقُدسِ يَا عَاشِقَ اَلْمَسجِدِ..
وَلَم يَصدُقِ اَلْقَولُ مِنْ فِعلِهِ..
وَلَم يَركَبِ اْلْخَيلَ كَي نَقتَدِي..
تَرَكنَا الْجِهَادَ لِأَمَالِنَا..
وَقُلْنَا الْخُلُودَ وَلَم نَخلُدِ..
فَكَم جَاءَنَا طَالِبٌ عَيشَهُ..
وَمَا زَارَنَا مِنْهُمُ مُفتَدِي..
وَفِي كُلِّ شِبرٍ رثَا جُثَّةٍ..
وَفِي كُلِّ وَقتٍ عَزَا مَوْلِدِ..
شَكَونَا لِأَعدَائِنَا هَمَّنَا..
وَبِعنَا اَلْجِهَادَ فَلَم نَصمُدِ..
وَسِرنَا وَلَكِن بِلَا غَايَةٍ..
وَعُدنَا وَلَكِن بِلَا مَقْصَدِ..
وَلَمْ نَبلُغِ اْلْجُهْدَ مِن أَمْرِنَا..
فَمَا بَالنا بَعْدُ لَمْ نَهْتَدِي..
فِلِسطِينُ لَا تَحزَنِي إِنَّنَا..
نَسَينَاكِ فِي زَحمَةِ اْلْمَوْعِدِ..
نَسَينَاكِ يَا أُمَّنَا فَاكتُمِي..
وَلَا تَذكُرِي عَهدَنَا فِي اْلْغَدِ..
وَقُوُلِي لِأَطفَالِنَا إِنَّنَا..
لِأَوْطَانِنَا بَعدُ لَم نُوُلَدِ..
وَسِيِرِي بِهِم نَحوَ تِلْكَ اَللُّحُودِ..
وَطُوفِي بِهِم قَبرَ مُستَشهِدِ..
وَقُوُلِي لَهُم إِنَّ أَجدَادَنَا..
مَضَوا قَبلَ أَن يَعتَدِي اْلْمُعتَدِي..
فَلَم يَغزُ غَازٍ عَلَى عَهدِهِم..
وَلَم يُذبَحِ اْلطِّفلُ بِالمَسجِدِ..