الفلسفة والحب في ديوان «نبتة برية»
عقدت يوتوبيا «التجمع الشبابي من اجل المعرفة» لقاءً أدبياً بالتعاون مع جمعية المرأة المبدعة في مطعم الفصول الأربعة في مدينة غزة وسط حضور من الشعراء والمثقفين، وكان ضيف اللقاء الكاتب عبد الكريم عليان والشاعرة هدلا القصار وأدار الباحث تامر أبو كويك اللقاء وابتدأ بسرد سيرة ذاتية للشاعرة القصار فهي لبنانية الأصل وتقيم في غزة وحاصلة على ليسانس الآداب من الجامعة اللبنانية ونشرت الكثير من نصوصها الشعرية ومقالاتها الأدبية في صحف ومواقع مختلفة.
بدأت الشاعرة القصار بإلقاء قصائد من مجموعتها الشعرية «نبتة برية» على مسامع الحضور.
وتحدث الكاتب عليان عن هموم الأدباء في غزة داعياً إلى الوحدة من خلال الثقافة وأضاف أن القصيدة لدى هدلا القصار تنم عن معاناة وتجربة قاسية في سياق الحياة وقصيدتها هي نزهة مع الذات، وتتجلى فيها هوية الهواء والمكان فهي لبنانية المولد غزاوية الموطن.
وأضاف عليان أن الشاعرة القصار أبرزت أهمية الشعر والفن في قصائدها فالشعر لديها باق ولن يموت ، وقد خاطبت الطبيعة بكل مكوناتها وتنازلت عن كبريائها الأنثوي لأجل العشب والحياة.واستطاعت أن تكون نبتة تهرب من بين الأشجار، متمردة تعيش المعاناة مغتربة تخاطب الوردة بوعي الإنسان.
ومن القصائد التي ألقتها القصار قصيدة بعنوان «حنين» وأخرى بعنوان «صحوة» تتحدث فيها عن أحلامها كامرأة تبوح بما تريد وقد رسخت البعد الذاتي والاجتماعي والنفسي في نصها .
وشارك الحضور بآرائهم فقال الكاتب عبد الرحمن شحادة إن الشاعرة هدلا أبدعت وابتكرت في القصيدة ولكنه تساءل إلى أي مدرسة أدبية تنتمي.
وتحدث الكاتب محمود روقة عن موقف التضامن والتآخي بين بيروت وغزة، وان الشاعرة هدلا تمقت السفر والترحال، فهي نبتة برية مسافرة دوماً في الشوق والحنين وفي صوت الطيور وهدير البحر ودفء الشمس تبحث عن الحرية الخاصة، ترسم لوحة جميلة بريشة فنان مبدع، وتساءل ما فائدة الحب في حالة الموت الناتج عن الحب.
ومن جهته تساءل الكاتب هاني السالمي عن مجانية الطباعة ونشر الأعمال مما يتيح للمبدعين نشر وطباعة أعمالهم، وأضاف أن الصورة والفكرة أساسان لبناء القصيدة وان التكرار في المفردات يهزم المعنى فلغة القصار بسيطة وعفوية ولكنها تحتاج إلى عمق وحكمة.
وطالبت القاصة سماح الشيخ بالتركيز على الأدب النسوي لأن فيه حس عالي يناصر المرأة في تلقائية الشعر وبساطته المحببة وأن ديوان القصار الشعري قريب منها .
وبارك الشاعر عبد الفتاح شحادة لهدلا القصار ديوانها الجديد وأوضح أن النقد ينصّب على عمل الكاتب وأدائه وليس على شخصه، وطالب الشاعرة بمراجعة نصوصها بعناية حتى ترقى إلى مصاف قصيدة النثر الحقيقية.
من جهته تمنى الكاتب علي أبو خطاب سعة صدر الجميع للكتابة الحديثة فالشعر يحتاج إلى الخيال معبراً عن رفضه لكلمة «نقد» بل يعتبرها رأى أو وجهة نظر.
وتطرق الكاتب محمد السالمي إلى أزمة الأخطاء النحوية الشائعة بين الكتّاب ولابد من تصحيح النصوص وقراءتها قراءة متأنية ودقيقة قبل طباعتها وليس من العيب أن يعرض الشعراء والكتّاب أعمالهم على متخصصين في النحو لإخراجها كاملة للمتلقي .
