الاثنين ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٢٥
بقلم محمد محضار

بلاغة الخيبات

«1»

بشارع التين والزيتون
رقصتْ دمعة في عيني
ومضيت بهدوء طفل ألثُم جَبين
حُلمي المنفلت
تذكرت كل قصص حبي
تذكرت منارات الشوق
وساعات التيه
تذكرت زمن الشغف
وشَهيق الليل
لم يبق من سؤدد الأمس
إلا رعشات اشتياق
ولعب على أوتار المَغِيب
وانْفِلاتٌ من عِقال اللَّهيب
بشارع التين والزيتون
أيقنت لأول مرة أنني مَحضُ ذكرى
وإيفاعُ لِهمسة شَوقٍ عابرة
عند الحُدود الموعودة
رقص دفقُ البنفسج
وتلاشت بديهة الغبن
في بلاغة الخيبات

«2»

للمرَّة الألف
أدخل حربا خاسرة
أمتشق جنوني
أتمنطق بحماقاتي
أرتدي بدلة محارب مرتاب
مسّه عبير الذهول
الحرب خدعة
وخططي مكشوفة
الهزيمة ثابتة
وشروط " الخُزَيْرَات " مُعدّة
لألج متاهة الاسْتِلام

«3»

أيها السّائل عَنِّي
مهلاً
كرنفال المهاترات
سيبدأ عند المغيب
بشوارع المدينة البلهاء
وستلفظ الأزقة راقصات الصامبا
و طيور البطريق
وسيأتي العازفون زرافات
والشعراء يتبعهم الغاوون
وستبزغ ربَّات المُوسيقى السبع
في إيهاب لازُورْدي
وستجدني بسُحنة رماديّة
أرقص على بقايا أوجاعي
وأُرمّم تصدّعات ذاتي

«4»

بشارع التّين والزّيتون
شجت رأسي فكرة
سَال دمُ الحكمة على وجهي
نبذني القطيع
لبستُ ثوب وحدتي
وتجرّعت مرارة الجرأة
ذابتْ ملامحي في حُرقة السؤال
تحجرت الكلمات في فمي
ويبستِ الحروف بين اللّهاةِ والحنجرة
صرت حَكيما يتأمل بصمت
ويهرطق بلغة الميم
أقول قولي هذا وأستغفر للقطيع
المستميت في شراء الوهم


مشاركة منتدى

  • نص قوي بصوره الشعرية الشاسعة المعنى العميقة المبنى، لغة باذخة تمتح من قاموس الحداثة بمرجعية الأصالة، الشاعر استطاع أن يفتح نوافذ موازية للتأويل منحت القارئ فرصا لاكتشاف الظاهر والمضمر بين ثنايا النص الذي يتميز بانفتاح على انزياحات دلالية تتجاوز المعتاد والعادي

  • شكرا صديقي الأستاذ مأمون على بصمتك الراقية، دمت عاشقا للحرف ، أسعدتني كثيرا قراءتك المركزة لنصي المتواضع، وقدرتك على استكشاف خباياها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى