تــغــريـــبــة الـسـنــدبــــاد
للـــــريـــح ....محبرتي وأقلاميودمع مآقيَّ ...وروْحُ وجــدانيلِــقـطرات الطِـــلالِ ...بـنـات مشاعريوبـقايــا شـريــانــيومــقْــلَــمــتـي الّـتي ضـيّــعـتــها ...طفولتي وأقرانيليالي الأسى ...ليالي وجوميفــقِــفــي نــبْـــكِ حــرفــًـا ...أُرمِــســتْ أظــافــرهُعلى أطــلالِ...قلبيَ المهمومِ ...قلبيَ الداميوارشُــقيني ريــشــةً ...في ذيْــلِ طائِــرٍارتحل شـــتاءً ...و أشــرعــةَ الــشــوقِ ...أنــســـانــييُــهــيـــجُ فـيَّ ...الأُ وَارَ الـشـرُودْفـأغــيــضُ دمع المــواســمِوألــقــي للــريـــاحِ ...مــقـــالاتـــــــــــيوشعريَ وحْــيُ الوجـــودْوأنــــــــا ....أَئِـــــدُ وجـــعــيَ الَـــضَّــــامـــيوألــــــــــوذُ ....بلفظــي وأحـــلامــيفــلا تــلــومـــيــنــي ...إذا خــفـــتُ ظــفـــائـــرَأســــــكـــــرتْ ....أنــــســــــامَ الــضُــــحـــىو مـــوجَ الـــمـــوانــــــيلا تـــلومــــيــــني ...فـــأنـــا الــســنـــدبـــــــادأســـــــــــــافـــــــرُ مــــــدى الأزمـــــــــــانِبِــلاَ زادٍ .....وأنـــتــبِــــذ بــــحْــــــرًا قـــصِـــــيَّــــــاأحــمـــلُ وَهْــــنًــــــا ....جـــذع النــــــخــــــــــلــــــةِعلى صــدري ...مُــــذْ كنتُ صــبــــــيَّـــــــــاطريقي ســــرابٌ بِـــقِـــيــعَــــهْطريقي عـــــصِـــــــيَّـــــــــاأثـــــــــــارَ ......غــبــارَ الــثــنــايَــــاأضــاع مــنِّـــي الوصـــــايَــــاو دمــوعَ المــآقــيو مــنــاديــلَ الــصــبـــايَـــــــا ...تــعــرفــنــي ...و قــصـــائـــدَكــنــتُ أرتِّـــلــهــاأورادًا ......لِـــمُــهْـــجــتــي و آلامــــياسألــي الــهــوىاسألــي الــمــدائـــنَكــمْ افـــتَــضــضْـــتُ .....خــواتـــمَ الآكـــــامِفـــأنــــا الــســـنـــــــدبـــــــــادرحَّــــــالـــــةُ المــســـافــــاتِ ...أغــــزُو ....نــهــاري الــســهــولَأُطـــــاولُ ....لــيــــليَ الــجــــبــــالَو أسْـــبـــرُ الــبــحــرَ الــطــامــيو لــمَّــــا .....تــمَّــــحِ قــصــائــديو لــمَّــــا ....تــنْـــدثـــرْ أقــلامـــيأكُــلَّــمـــا ....حملتني الأهــدابُ ...إلى عــيــنــيْــكِو عــذَّبـــــني ....رضـــابُ الــحــســــانِأنْــحـــدِرُ مــوْءُودًا ....في الــبــحــر الــزُؤامِأكــلَّــــمــــا .....أســرَجــتُ قــنــاديــلــيمــنــاراتٍ ....لِــفُـــلـــكٍ تــأتــي إلى شــطْــآنـــيادلَـــهَــــمَّــتْ غـيـمــة ....في حــنــجــرتــيوأذْرتْ للــنــــوءِ غــرامـــيفــحــبُّــكِ الــشــريــــدُ ....يَــــــــــمٌّ تـــــــــلِــيــدُ ....دون مراسٍأمــلــحَ قــرحـــي ...أذاعَ نـــــوْحـــــي ...وأنــهــكَ ...جــمــيع أســقــامــي ....أطــمــعـــــنــــي ....و أسْــــــــلانـــــــــيفي أنـــفــاس الـضـــحــىتَـــفِـــــــرُّ ....من أوكــــارهــا الأطــيارْو تَــعْـــتــكِـــرُ الــلَّــــــيــالــيسُــــمَّــــارَ الأقـــــمــارْو تــــأوي ....إلى البحر شــمــوعــيفــيـــغْــــدو دمــي ....عــطْــــرَ الــجــلَّــنــارْأنــغــامَ نــايٍ ولــيــدِيــنْــثُـــــرُ ....حــباتِ الـــجـــلـــيــدِو يــــؤجِّـــجُ في سكريذِكــــراكِ ...و أنــــا الــســـنـــدبـــــادوَالـــهُ الــحــيرةِمــسـتـعِــرُ الــشــوقِ كــلــيــــمْأرومُ .....نـــارَ وهْـــــمٍ ظـــلــيـــــمْيُــشْـعــلُ لــهــيــبــيفــأسْـــتــمْــرئُ .....كـلَـفــي ونــحـيــبــيو مُــقْــلــتــي ....شــارعُ مــنْــفــايـــا وهــواكِإلى قــرْحــيَ الــكــئــيــبِأنــا الــســنــدبـــــاديُــســلِــمــنــي ...لــحــظــكِ الــســاهــيأتــهــجَّـــدُ في مــحــرابــهأرقــبُ وجــعــي وأمــواهــيوأقــلِّــبُ وجــهــيَ ....في هــوانــيفــبِـــأيِّ ذنْــــبٍ تــقــتــلــنــي ...وتــنــســانــيأصــيــخُ إلى الــريــاحِ .....في حــقــائــــبـــي ...وأنــا الــســـنــدبــــادكـــاظِــــمَ اللَّـــحْــــظِ .....لــيـــالــيَّ ونـــــــواحــيأســرجُ ...ســنـــابــكَ الــخــيـالِوأقْــــفُــــــو نــعـــاليأطــلالَ الــصــبــابــةِ في قــلــبــيســــرابًــــا بِـــــآلِأوقـــعــــنــــي ...و قـَــــــــــلانــــــــي .......فــتــنْــــآى مــراســـيَّتــنــقــطــعُ آمـــــالـيو تُــشْـــرعُ قــلـــوعَـــها ...لـلــــــتــــــــرْحــــــــالِ .......أشـــــــــــجـــــانــــــي.
رحلة في الرحلة:بقلم عائشة التركي
مما يستطرف في هذه القصيدة حرص الشاعر على اعتماد الرمز بأنواعه متجليا في السندباد والمسيح وامرئ القيس ودمجها جميعا في ضمير المتكلم لتتوسّع الدلالة مختزلة مأساة الإنسان المجبر على الرحيل في الزمن للقاء الفناء المحتوم عبر رحلة مضنية .
ويختفي الأنا وراء صورة الشاعر الواقف في مهب الزمان مزعزعا تهرب منه الهوية الأم :القلم والمحبرة ولا يبقي بيده إلا السراب والألم .
النص رؤيا متشائمة وقراءة في وضع الفنان عموما والشاعر على وجه الخصوص في عصر تهدد فيه المادة الروح حتى تكاد تقتلعها وتذروها في الهواء.
وقد انتشرت نغمة أسى في القصيدة يجلّيها معجم الألم ولعبة البياض والسواد التي تختزل المعاني في نقاط الاسترسال وتنشرها في حروف المد التي ختمت بها جل الأسطر الشعرية.
قصيدة جميلة تضجّ حداثة باعتماد الشاعر الرمز والقناع ...وتظل القصيدة سهلة المتناول ،حقق فيها الشاعرة تعادلية صعبة في الشعر الحدبث وهي الجمع بين الفكرة والفن .