الأحد ١٢ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم
توطئة لأركيولوجيّة البحر
مقتطفات من ديوان: توطئة لأركيولوجيّة البحر
صورةاختناقي بكِ،ميلادٌ من جهة ثانية.اِحتفائي بكِ ...موت و جنس.حين ترى جثّة المقتولِ ،ستنسى أنه قد كان حيّا ...هكذا ...لا تُخيف الحربُ في قريتنا أحدا...ذلك النهر الملفوف حول عنق أفعىيهدرُ في الظلامِ صائحا:" سيّان الحبّ عنديو الغرقُ ".صورٌ فوتوغرافية تتدلّى من أغصانِ الغابةكأنّها الذاكرة، كأنّها القبل القديمة،كأنها اللعبُ و اللعاب معا.امرأة في الأربعين تمشّط شعر ولدٍ ضاحكٍرجلٌ يحملها بخفّةٍ، رضيعٌ يراقبُ المشهديغمرانه معا بالماءِ،لكي يبكي وحدهفي الحريق.6سبيل النّارقد أُلقِي السّحرة جميعهم في التنّورو زغردتِ الطيور تحسّبا لعاصفة جديدة ...الكونُ أشبه بمركبٍ سائرٍ نحو الهاوية.قولٌ على قولٍ ...حتّى نشهد النّار بالغةً في وسط الغابِ.عندها، ستعبُرُ أشواقنا جميع محطّاتهاقدوما من اليابسةوصولا إلى المعبرِ الدّامي."ليس عندي ما أعطيكه"قالتِ فتاةُ لصديقها الغافي -"كلّ ما في يدي قد ذبل في الطريق إليككلّ ما أفكّر فيهقد قرأتهُ مخطوطا على ظهرِ الغيبِكلّ ما يربط بيننا قد قطعتهُ تحت نورِ الظهيرةِعلّنا نندمج في جسدٍ واحدٍبُعيد المغيب " .أظنّني انشطرتُ، قرب انخفاض الصوت عن سطح البحرنازلا من الموج، صافتني عيناكِ ماضيا إلى غبار الصخرِقد اهتديتُ الدرب نحو الحقيقة صدفة ،غير أنّي عن سابقِ إصرار –قد عرفتُ سبيل النّار.ترياقيتقدّمُ الشكلُ على قدمينِ،حفرتانِ غائرتانِ تمنعانهِ من إدراك العنقودِبه قدرةٌ على أن يعصِرهُ عن بعدٍغير أنّ شعاع شمسٍ طائشٍ قد أعماه.في رحلتي إليكِ ، هرولتُكما يليقُ بفهدٍ يطاردُ ضبيا كسيحا،تشابكت قدمي مع شجيرةِ اللوزِو علقتُ في شريانِ الظمأ.هكذا هُمُ الحزانى يا بنيّ،يدٌ كلّ أصابعها سواءللموتِ فاكهةٌ لا يقطِفها سوى الحيُّ،هل شاهد ت من قبلُ ديونيزوس ميتا ؟لم يُسعفني ترياقكِ أيّتها الدّماءُخطوي مهمِلٌ و بصيرتي شائكة،اِلتصقي بالكأسِ و املئيهِ سما ءأحتاجها زرقاء صافيةً ...كي لا يشرُد ناظريحين أصلّي.