ثرثرة الشفاه!!
| قد بالغت في مدحها تلك الفتاةْ | فرأت بأني العبقريّ، فآهِ آهْ!! |
| ورأتْ بأني مثل أهرامٍ علت | وشمخت في علو العلا أعلو سماه! |
| ورأت بأني عالمٌ ومفكرٌ | صاغ البلاغة في مقادير الحياة! |
| وصفت تواضعيَ الغرور بعظمةٍ | فأنا "العظيمُ"، الفجر رتبَني ضياه! |
| يا بنت إني قد عذرتك علني | أجد التماعك في انتباهات الأناةْ |
| لا تمدحي، فيَّ الغرورُ مضللٌ | فالمدح يقضي الوطْر في نفس الهواةْ |
| فأنا أقل الشاعرين تمكناً | وأناملي تاهت تفتش في المياهْ! |
| وأجل ما خرجت به في غوصها | صدف الخواء، ببعض أوحال الحصاةْ! |
| غامت به الطرقات مرميا بها | كيف الكفيفُ، وقد تلبسه عماه!! |
| فأنا العميُّ، فلا أرى شيئا سوى | ليلٍ وصولٍ، لا يعرّف منتهاهْ! |
| قولي له قولا بليغا عادلا | يا جامع الأموات، والموت صداهْ! |
| قولي له، وتشجعي، لا تخدعي!! | ما أنت شيءٌ غير ثرثرة الشفاهْ!! |
| أنت الشقيُّ القابعُ المجنون في | ذيل الكلام، وصمت شعركِ في حلاه!! |
| من بعد أن هجر المحبُّ وصاله | بات الشقاءُ المرُّ تكتبه يداه!! |
