رواية دودة الكتب للأديب آل زايد
على هامش رواية دودة الكتب للأديب آل زايد الصادرة عن دار الفينيق
سألني أحدهم: ما هذا العنوان الغريب؟، وماذا تعني بدودة الكتب؟، إنّ ما أعرفه أن مصطلح "Bookworm" دودة الكتب هو مصطلح شائع وذائع الصيت في الأوساط الثقافية، إلا أنّ بعض الناس لا يعرف أن هذا المصطلح الكنائي والرمزي ملاصق لمحب القراءة، وفي ظني أنه لمن المعيب أن يجهل محب القراءة هذا المصطلح الذي يدل عليه ويعنيه، هناك بعض البشر لديهم ولع شديد بالكتب والمكتبات، لدرجة أنّه يقضي معظم وقته يلتهم تلك الصفحات التي يتوحد بها كذئب مفترس وما فرائسه إلا أطنان كتب.
"دودة الكتب" مصطلح ذائع يطلق على من لديه هوس بعشق القراءة واقتناء الكتاب، بعض هؤلاء لايمتلكون الوقت الكافي لمطالعة ثلث ما يشترون، ومع ذلك يفني معظم مدخراته في التبضع وشراء ألوان الكتب المتنوعة. قد يجد في رائحتها عطرًا فريدًا، ويرى في أغلفتها ما يروق للشبق في الفتاة الحسناء، أما في نكهة عناوينها فسُكر معتق يستطعمه على مهل، سترى قلبه يرقص طربًا حين يرى كتابًا بديعًا يروقه، حتمًا لن تحمله قدماه على مغادرة المكتبة دون امتلاك نسخة، وقد يتقلب فوق الفراش طيلة ليلته معاتبًا نفسه حين يتحامل دون اقتناء نسخته، فيقول: لماذا لم اشتره؟، فإذا اشترى ما يروقه، قد يحاصره أحدهم بتساؤلات تدل على جهله بهذا الصنف من البشر، فيقول له: ماذا دهاك؟، لتوك ابتعت عشرات الكتب ولم تلمسها بعد؟!. بعضهم شغوف بالقراءة وبعضهم قلبه مع القراءة وظروفه تحول دون بلوغ المرام، ومنى قلبه خلوة مع "السيدة قاف"، فهو العاشق الولهان للقراءة حتى الثملة!
هناك من يملك مكتبة لا يستطيع الوصول لبعض كتبها إلا برتقاء السلم، كما في لوحة "دودة الكتب" للفنان الألماني كارل سبيتزويج. وبعضهم يعيش في مكتبة هي متاهة بحق، والغريب أنه يحفظ كل عنوان أين يقع؟.
والسؤال: لماذا أطلق على الشغوف بالقراءة اسم "دودة"؟، هناك ادعاء يقول أن في داخل البعض دودة فطرية هلاميّة تحرك المتعطش للقراءة وتدفعه لطحن أوراق الكتب والتهامها كما تلتهم الدودة ورق الشجر، بل لنقل أنّ هناك دودتان رمزيتان معنويتان، الأولى في داخل محب القراءة والأخرى في أعماق الكاتب، فالأولى تدفع صاحبها لابتلاع الكتب والأخرى تملي عليه سطور ما ينوي كتابته. فهل هناك من الأشخاص من يمتلك دودتين؟، دودة القراءة ودودة التأليف؟، أدع الإجابة لك مع التمثيل وضرب النماذج، البعض يمتلك دودة بصنف معين تدفعه لجرف تلال كتبٍ من نوع خاصّة، مثلًا: قد يكون صاحب الدودة مأزوم بصنف محدد من الروايات، كسلسلة "هاري بوتر"، "سيد الخواتم"، "أغنية الجليد والنار"، "مقبرة الكتب المنسية"، وغيرها، فرغم تعدد الأجزاء إلا أنه مدمن على ابتلاع كامل الأجزاء.
لنعود لرواية دودة الكتب، ما محتواها وفي أي فلك تدور؟، ومن هي بطلتها؟، سنقتصر على الخطوط العامة، فالبطلة هي فتاة شغوفة بالقراءة اسمها سلوى، تروم البقاء في المكتبة طيلة الليل، لهذا عمدت لحيلة ذكية هي الاختباء في دورة المياه وقت إغلاق المكتبة، وهذا ما تحقق لها بالفعل. ثم أنّ سلوى هذه تستاء من عزوف الناس عن القراءة وتحاول أن تعيد للقراءة اعتبارها، تعيش سلوى في عالم فانتازي أسطوري غريب، حينما تبيت في المكتبة تلك الليلة. رواية دودة الكتب رواية قصيرة نسبيًا تهتم بالكتاب والقراءة والمكتبات، وهي مهداة للشباب العاشق للقراءة.