الخميس ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم وائل وجدي

زمن نجوى وهدان ومجدي جعفر

يظن بعض الأدباء ؛ أن الإبداع موهبة فقط ؛ لا تستلزم جهدًا ومثابرة ودأبًا ؛ حتى تثمر في النهاية إبداعًا جميلاً ؛ تسربل المتلقي بالدهشة والانتشاء .

والكاتب مجدي جعفر ؛ من الأدباء الذين يأخذون الإبداع ؛ بفهم واع وإدراك لمسئوليته ؛ في تطوير إبداعه من ناحية الشكل والمضمون ؛ دون ضجيج وافتعال .

وحديثًا؛ هلت علينا ثمرة - جديدة - من إبداعه الجميل ؛ الذي يصوغه بنفسه الشفيفة ، وروحه الوثابة إلى اقتناص الفكرة التي تصاغ بالشكل الملائم لها.

إنها مسرواية - زمن نجوى وهدان -؛ لاعتمادها على الحوار ؛ في بث الأحداث ، والكشف عن مكنون الشخصيات ؛ مع السرد الخارجي للمكان ؛ وانفعالات الشخصيات ؛ صوب الأحداث . وهذه التجربة الإبداعية ؛ التي تمزج بين الحوار المسرحي والسرد ؛ قلما من يقترب منها ؛ لصعوبتها ؛ ولا تدخل في إطار الموضة السائدة في الإبداع ؛ وبالطبع لا نستطيع أن ننسى (بنك القلق) للرائد والمبدع الكبير توفيق الحكيم .

يأخذنا الفنان إلى زمن نجوى وهدان - زمن الانفتاح الاقتصادي- ؛ وكيفية السعي وراء المال فقط ؛ بغض النظر عن المثل والأخلاق المجتمعية ؛ والمتاجرة بكل شي.. المهم كم زادت الملايين ؟ . دون الاهتمام بالكيفية . يبث هذه الفكرة ؛ ونسجها فنيا ببراعة واقتدار ؛ دون المباشرة المقيتة .

إن شخصيات- زمن نجوى وهدان - محدودة تنحصر في الدكتور الناقد ، ونجوى ؛ أما باقي الشخصيات ؛ فإنها شخصيات ثانوية - ومحدودة أيضًا - والسؤال الذي يتبادر إلى خلد القاريء - المتابع - لأعمال الفنان .. هل نجح في تجربة المزاوجة بين الحوار المسرحي والسرد ؛ أم أنه لم يوفق ؟

والحقيقة ؛ أن الروائي مجدي جعفر ؛ قد نجح في المزج بين السرد الخارجي للشخصيات والمكان ؛ وتحلت بالتكثيف والبراعة؛ لم أشعر - البتة - بأي نتوءات لا يستلزمها العمل الإبداعي .أما الحوار ؛فنجح في صياغته - و المتنامي دراميا - في الكشف عن مكنون الشخصية بسلاسة وعذوبة لافتة . ولكن في بعض الأحايين ؛ استخدم بعض الكلمات العامية المصرية ؛ وهو أمر لا أحبذه ، ولا أجد ضرورة فنية له .

وكانت النهاية - بما لها من دلالات - موفقة أيما توفيق ؛ وتدل على موهبته ؛ وفهمه الجيد ؛ لدور المبدع ؛ متي ينهي العمل عند ؛ هذه النقطة - تحديدًا - ويترك القلم .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى