الثلاثاء ١٢ آب (أغسطس) ٢٠٢٥
بقلم مفلح طبعوني

زَقاقاتُ عِشقِ النَّوَى

يَعودُ الشُّهداءُ مِن شَواهِدِهِمْ
إلى أَعشاشِ النَّوَى
يُلاحِقُهُمُ المَدَى
لَيسَ لَنا إلَّا جِبالُ البَراكينِ
ونُورُ شَمسٍ في ظُلمَةِ الغَضَبِ
لَيسَ لَنا إلَّا زَقاقاتُ المُخَيَّماتِ
وسُقوفُ الصَّفِيحِ الحامِياتُ البارِداتُ
لَيسَ لَنا إلَّا الطُّقوسُ السَّاجِداتُ
وما تَبَقَّى مِن ترفِ الابْتِهالاتِ
كَيفَ لَنا أَنْ نَعيشَ
في هذِهِ الأَجْواءِ
بِدونِ زَمانِ البَهاء
أيُّها الباقونَ كَطُيورٍ راجِماتٍ
تَحتَ ناطِحاتِ السَّحابِ
وقَذائفِها السَّاقِطاتِ
لا مَكانَ لِلرَّمْسِ
والنُّجومِ العائِداتِ
مِن لَيالِي الظَّالِمينَ والظَّالِماتِ
إِنَّنا باقونَ رغمَ الهَباءِ
في بُيوتِ الانسِيابِ

الرَّفاهِيَةُ تَتَناقَصُ
ويُتْعِبُها المَعزولونَ
في مَغَاوِرِ الأَسَى
غَطْرَسَةٌ تَتَكَاثَفُ
بِدُونِ سَبَبٍ
يَسيلُ مِنْها القَيْءُ
تَتَصَرَّفُ المَقُولاتُ المُلْمَلِمَةُ
ويَتَناقَصُ الشَّبَحُ
الجُوعُ يَلُوبُ
وثِيابُ التَّراتِيلِ
يَغْسِلُها التئام الجُرُوحِ
يَغِيبُ قَوسُ قُزَحٍ
في غَصْبِ الفُصولِ
سَنَعودُ مِن تَراكُماتِ المَوْتِ
بِدونِ الحُزْنِ
لَقَدْ ذَهَبُوا لِتَناوُلِ الشَّبَعِ
وما تَيَسَّرَ مِنَ الفُتاتِ
تَشابَكَتِ الدَّوالِي
وتَشابَكَتِ الأَيادي

المُراوَغَةُ

المُراوَغَةُ تَتَلاقح مَعَ السُّمومِ
تُنْجِبُ قَتَلَةً
يُعَلِّقونَ الجَنينَ عَلى صَليبِ الهَواءِ
تَنزِفُ النُّجومُ عَلَقًا
يَنفَصِلُ عَن ذاتِهِ
لِيَعودَ إِلى حُلُمِ الثَّدْي
يُعانِقُ جَفافَهُ
يَبلَعُ رُقيَّهُ
فَيَحِسُّ بِقَليلٍ مِنَ الشَّبَعِ المَوْهُومِ
وبكثيرٍ من النّومِ الجائعِ

يَتَساوى الأَخْضَرُ بِاليابِسِ
تَتَعامى الأَشْجارُ في زَمَنِ الذُّلِّ
تَنفَصِلُ المُشاتِلُ عَن ذاتِها
المَحفُورَةِ في الذَّاكِرَةِ

يُرهِقُني العَبَثُ
قَاوَمتُ مَشروعَ مَوتي
أَنّاتُ شَحَناتٍ مَوجُوعَةٍ
تَرَسُّباتُ الِانْدِهاشِ
يَتَخَدَّرُ لُهاثُ الضَّبابِ المُحْتَقِنِ
يُوهِمُني اللّاتَصْدِيق
بَعدَ أَنْ ينعفَ أَفْكَاري
عَلى بِساطٍ أَحْمَرَ

جَذَبَتْني الأَوْهامُ
ونَقَلَني الِالْتِباسُ إِلى جَحِيمِ المَرحَلَةِ
فَأَرَدتُ العَفَنَ
مَزَّقْتُ الذُّلَّ
وَهَمَساتٌ طَفَتْ عَلى أَحْزاني
اِسْتَيْقَظَتِ الأَحْلامُ مِن نَوْمِها
وغَفَتْ عَلَى الِاسْتِرْخاءِ

سجنٌ بلا أبوابْ

أَبرَقَتِ الشَّمسُ
خافَ هذا البَحرُ
تَسْرِي فاكِهَةُ الصُّخُورِ
وتَلُوبُ مِن وَجَعِ الغُيومِ
تَنتَفِضُ الأَقمارُ
مِن دُونِ حِجارَةٍ
هَلِ ارتَجَفَ المَطَرُ مِنَ البَرْدِ
وتابَعَ الوَقْبَ
كَيْفَ تَغَيَّرَ لَوْنُ الغَسَقِ
يَلُوكُهُ الفَناءُ
يَبْصُقُهُ عَلَى حافَّةِ الرَّصيفِ
تَطيرُ الصُّقُورُ فَوقَ الغائِماتِ العائِداتِ
تَخرُجُ مِن أَوْكارِها العَقارب
وتَنامُ الأَحْلامُ قَبْلَ النُّعاسِ
تَحمِلُنِي إِلى سِجْنٍ بِلا بَواباتٍ
تُسقِطُنِي منْ علٍ
عَلى سَاحَةٍ أَتْعَبَتْها أَقدامُ السُّجناءِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى