

سحر شعبان .. وكوني الأقوى

سحر شعبان مديرة مؤسسة كيان مصر للتنمية والاستشارية التنموية والحقوقية في مجال حقوق المرأة وأستاذة علم اجتماع من النماذج المشرفة في الأمل والإرادة والعطاء والعلم فهى تعمل منذ 25 عامًا في المجال التنموي والحقوقي وتسعى دائما لتحقيق التنمية في المجتمعات الأكثر فقرًا والأقل وعيًا وشغفها هو استكشاف كل جديد وخوض التحديات بإصرار وقوة وهى أيضًا زوجة وأم لثلاثة أولاد وتتابع دراساتها العليا ووسط كل هذه التحديات والنجاحات ظهر التحدي القوي داخل جسدها وتفرغت لمعركة شرسة واجهتها بكل قوة وإيمان فقد أصيبت بالسرطان جسدي دون سابق إنذار وكانت في البداية صدمة وحالة من الإنكار بوجوده.
أصابها الخوف والقلق من المستقبل وتزاحمت الأسئلة بداخلها ولكن سرعان ما وجدت الإجابة المتمثلة في التحدي وتحول الإنكار إلى إعتراف ولابد من التدخل بسرعة لكسب المعركة وبالفعل بدأت سحر شعبان بالإجراءات وأكد الطبيب أن الخلايا السرطانية منتشرة بالثدي وأغلب الغدد موجودة في الإبط ولابد من التدخل السريع وبالفعل بدأت خطة العلاج وعلى مراحل: عملية استئصال الثدي بالكامل واستئصال 25 غدة لمفاوية وبعدها الكيماوي ثم الإشعاع وبعده العلاج المناعي ثم العلاج الهرموني ولأن المراحل كلها صعبة بدأت سحر تقرأ عن آثار تلك المراحل وتركز على الانتصار والعودة إلى حياتها بكل تفاصيلها.
كان أهم دروع سحر شعبان في المعركة إيمانها ويقينها وثقتها في الله تعالى وأيضًا الحالة النفسية التى تقوي جهاز المناعة ولم تخبر أحد من أسرتها ولكن عند مرحلة الكيماوي أخبرتهم فكانوا قوة دعم كبيرة وبدأت الآثار الجانبية لجلسات الكيماوي فقد تساقط الشعر وقل الوزن وتغيّر لون الجلد مع شعورها بالإرهاق والضعف ونقص الطاقة في الجسم فقررت أن الانخراط في أنشطة تمنحها القوة وتزرع بداخلها الشعور بالسعادة وتشغلها عن الوجع والألم والطاقة السلبية.
بدأت سحر شعبان بإطلاق مبادرة (كوني الأقوى .. كوني سحر) لدعم مريضات سرطان الثدي من خلال مؤسستها كيان مصر للتنمية وكانت إحدى الأنشطة التي ساعدتها لتخطي معركة السرطان بجانب أنشطة حياتية يومية مثل ممارسة الرياضة ومشاركة الأصدقاء عبر شبكة الإنترنت.
أيضا خلال رحلة العلاج بدأت تكوين فريق عمل المبادرة لدعم مريضات سرطان الثدي وتوعية النساء بأهمية الكشف المبكر لأنه ثبت علميا أن الاكتشاف المبكر يساعد على الشفاء بنسبة كبيرة ومنذ عام 2016 وهى تسافر إلى المحافظات لدعم مرضى السرطان في المستشفيات وفي منازلهم والقيام بأنشطة ترفيهية متنوعة من رحلات وحفلات وتكريمات وزيارات إلى بيت الله الحرام.