الثلاثاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم مها أبو عين

عام خائن أم بشر لا يستحقون

أسدل الستار عن عام 2005 بكل موجاته وأشعته السلبية قبل الإيجابية التي شهد العالم معها تلاحمًا شديد الوطيس بين خرائط الزمن والبشر كل منهما "يخربش" في محيطه ليكون الأقوى والأسرع في اثبات الوجود والمحافظة على بقاء نوعه بعنفوان.

رحل 365 يومًا من أجندة عصر إلكتروني ملئ بالحديث والمدهش من الابتكارات في كافة مجالات الحياة التي علت ثانية بعد الأخرى في سباق مع ذاتها لتقديم ما هو أفضل في خدمة الانسانية ليتدلل معها الفرد عالميًا وإن لم يشمل ذلك الدول الفقيرة التي ما زالت تصارع الموت للقمة العيش.

انطوت صفحات عام وصفه كثير من المحللين وعلماء الفلك شديد الغضب سواء من قبل الطبيعة أو البشر، كثير الدمار، ومسٍيل دماء المزيد من الأبرياء والضحايا مخلفًا وراءه درجات أقسى من اليتم واللاهوية في سماء- ساطعة بنجوم التكنولوجيا وصراعات الإرهاب بشتى أصنافه.
هل عقارب الساعة على حق فيما وصلت إليه من زهو وغرور يتعاظم دوره في مرايا العالم؟

وهل هذه العقارب هي ذاتها للفقراء والأغنياء للمحكومين والحكام للظالمين والمظلومين للبيض والسود؟

وهل تلسع بذات الحدَة أم أنها تفرَق حسب الأقرب والأكثر ودًَا إليها؟؟
الزمن هو واحد مهما اختلفت الأقاويل وتوقعت بورصة الفلك، واحد بمعادلاته وشفيراته حتى وإن بلغت حد النرجسية والخداع، واحد بثباته الدائم ومبادئه الرصينة وحلقاته المتشابكة حتى لو أدَى الأمر إلى الخيانة وتكليف البشر مزيدًا من الضرائب النفسية قبل المادية.
الزمن دائمًا وأبدًا واحد بانتصاراته وخساراته حتى في اللحظة التي يتوقف فيها عن الدوران واضح وصريح ومعبِر عن ضعفه وشلله وخيانته أيضًا لأعز مصالحه وأصدقائه البشر!! فهو يأخذ ويعطي في آن واحد يمنح التقدم والارتقاء بالجديد ويأخذ زكاة على ذلك هي أرواح وسعادة البشر (الأفراد).

ما مصير المعركة بين زمن عام 2006 القادم ومن يتربع على عرش البشر الآن ولمن ستكون الغلبة؟؟ من سينتصر ويحتفظ بخطاه واختراعاته؟ الأيام القادمة ستكشف لنا عبر مزيد من القلق الذي خيّم على العالم بدءًا من ليلة رأس السنة الجديدة وكما تفوَه بعض الراصدين وكما جاء في ملف شامل تضمنته مجله مصرية ووصفت العام الجاري بعام القلق.
تُرى هل سيرافق هذا القلق نوعًا جديدًا من الأنفلونزا للزهور؟؟
أعتقد لا، بل أؤكد بأن ذلك سيحدث في حال بقى البشر على هذا التخبط المزاجي بالتعامل والشعور العشوائي والعبثي بالمسؤولية والانسانية. ما يحدث شئ لا معقول بوصف الزمن خائنا !!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى