الثلاثاء ٧ أيار (مايو) ٢٠٢٤
بقلم حاتم جوعية

فُقتِ الجمالَ جمالا

لقد أعجبتني هذه الجملة الشعرية المنشورة على صفحة أحد الاصدقاء بالفيسبوك:

(تنازلَ الجمالُ عن الجمالِ لجمالِكِ فزادَ جمالُكِ على الجمالِ جمالا ).

فأوحت لي بكتابة هذه القصيدة:

تيهي فتاتي خفَّةً وَدلالا
ما زالَ لحظكِ يصنعُ الأهوالا
إنَّ الجمالَ لقد تنازلَ وانحَنى
قد فُقتِ يا عُمري الجمالَ جمالا
إنَّ الجمالَ إذا تجمَّعَ شملهُ
العقلُ في رأسِ المُتيَّمِ زالا
كلُّ النساءِ أمامَ حُسنِكِ تنحني
فُقتِ الجميعَ تألُّقًا وجلالا
من سحرِ عينيكِ المُتيَّمُ ينتشِي
والثغرُ يسكبُ خمرهُ وَزلالا
الشاعرُ الولهانُ هاجَ صبابةً
في حُسنِكِ الفتَّانِ صالَ وَجالا
نالَ الخُلودَ بشعرِهِ وَفنونِهِ
الشعرُ فيكِ روائعًا قد قالا
فأنا المُتيَّمُ في الغرامِ مُلوَّعٌ
كم أشتهي بعدَ البُعادِ وِصالا
إنَّ الوِصالَ يردُّ روحًا أزهقتْ
وأرى البُعادَ منيَّةً وَوبالا
يا نورَ عيني أنتِ روحي والمُنى
وَلأجلِ حُبِّكِ اكسرُ الأغلالا
سأظلُّ أشدُو في سَما أوطانِنا
إنِّي المُقيمُ وأرفضُ التّرحَالا
شقراءُ أنتِ حبيبتي وَعشيقتي
فيكِ الرَّجاءُ أحَقّقُ الآمالا
وَإذا وَقفتُ أمامَ حُسنِكِ صامتًا
لا تعجبي إن كان صمتيَ طالا
فالصَّمتُ في حَرَمِ الجمالِ قداسَةٌ
وَأمامَ حُسنِكِ أشبهُ التمثالا
شعري منارُ العاشقين وَهديُهُمْ
هذا يراعي علّمَ الأجيالا
قد فُقتُ أقراني بفكر ثافبٍ
كم زادَ شعري روعةً وَكمالا
أنا رائدُ التّجديدُ في عصرِ الأسَى
والغيرُ يبقى يندُبُ الأطلالا
ملكُ القريض مدى الدهورِ مُتوَّجٌ
فقتُ الجميعَ مكانةً وَفِعالا
وقصائِدي عصماءُ تُحيِي أمَّةً
وعلى الطغاةِ ستبعثُ الزلزالا
إنِّي أنا الصَّوتُ المُقاوِمُ للمدَى
للعزمِ أبقى ، في الوَغى ، شعَّالا
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ كرامتي
أجلو الدُّجى وَأحطّمُ الأقفالا
أسقي العطاشَ ، وفي الهجيرُ ملاذُهُمْ
وَنشرتُ فوقَ البائسين ظِلالا
أنا مجلسي للأكرمينَ عقدتُهُ
لا أقبلُ الأوغادَ والجُهَّالا
بحرُ العلومِ وفي العطاءِ لسيِّدٌ
وَيظلُّ جودي في الزَّمانِ مثالا
للسلمِ جئتُ مُعانقًا راياتهِ
أمَّا البغاةُ فأكثروا الأوحالا
يبقى طموحي للمعالي والسُّهَى
والغيرُ يَحيا أخرَقًا مِكسالا
زينُ الشبابِ وفي النزالِ صُمَيْدعٌ
صنوُ الأسودِ أرَوِّضُ الأشبالا
أنا للسلامِ مطامحي وَتطلُّعي
.. لكن رفضتُ الظلمَ والإذلالا
كلُّ الخطوبِ تكأكأتْ وافرَنْقعَتْ
لما امتشقتُ الصارِمَ الفصَّالا
إنِّي أنا الرّئبالُ في ساح الوَغى
وَأصُدُّ وحدي الجَحفلَ الجّوَّالا
تبقى الذوابلُ في الخطوبِ قويمةً
تبقى سيوفي في الحُتوفِ صقالا
كذبَ الذي قالَ: (المخاطرُ حَتفُنا)
والبُعدُ عنهَا يُبعِدُ الآجالا
أنا في طريقِ الحقِّ دومًا سائرٌ
لا أسمعُ الأنذالَ والعُذّالا
أبحرتُ وَحدي في خِضَمٍّ هائج
وَحدي أغنِّي ذلكَ المَوَّالا
أنا في المعامعِ في الطليعةِ دائمًا
وَنرى الجبانَ مُنكّسًا جفّالا
أنا في المَعامِع لن تُنكّسَ رايتي
وَأواكِبُ الأقيالَ والابطالا
وإذا غضبتُ يميدُ كونٌ صامتٌ
قمَمًا لكم زلزلتُهَا وَتلالا
إنِّي القويُّ على النوائبِ دائمًا
وَبراءتي أنا تُشبهُ الأطفالا
حيثُ اتّجَهتُ يكونُ نورٌ ساطعٌ
والخيرُ أرسلُ للدُّنى وغلالا
أجلو الأوامَ لكلِّ قلبٍ ضَامِىءٍ
والسُّحبُ تبعثُ في الهجيرِ صِلالا
والوردُ يُزهرُ والاماني تزدَهِي
والغيثُ يغدُو دائمًا هطّالا
والأرضُ تلبسُ حُسنهَا وَجديدَهَا
وَتُوَدِّعُ الأطمارَ والأسْمَالا
والطيرُ يرتعُ في الرياضِ مُرنّمًا
وَيُواكبُ الإشراقِ والآصالا
كلُّ الوجودِ يشعُّ في أنغامهِ
ويصيرُ في آلائِهِ مُختالا
إنَّ الحياةُ جميلةٌ خلابةٌ
بالسِّلمِ حقًّا كم تزيدُ جمالا
والكائناتُ لفي حبورٍ دائمٍ
والنجمُ في أعلى السما يتلالا
زادي هُوَ الإيمانُ يبقى للمدَى
وَلبستُ من أنوارِهِ سربالا
النورُ عمَّدني وَواكبَ مُهجتي
ولكم عبرتُ مفاوِزًا وَجبالا
كم فدفَدٍ وحدي بليلٍ جُبتُهُ
واجتزتُ وحدي أبْحُرًا ورمالا
دربي الكفاحُ لاجلِ عيشٍ راغدٍ
والنّصرُ يبقى في الحياةِ سَجالا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى