الأربعاء ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم سامي مهنا

لا أريد منك سوى نفسي

ضعْ وردةً بيني وبينكَ
واحتضن ضوءاً تهافتَ
من جموحِ الموجِ
في هذا المدى القُدْسِيِّ
يحتفلُ المكانُ بعاشِقينِ
تَدَرَّجا شغفًا
كعزفٍ يرتقي بالروح نحو الانخطافْ
ضعْ وردةً فوق انكسار الضَّوءِ
في صحوِ النبيذِ لنرتقي
ونقولُ ما لا يَنتقي
الوعيُ المرتّبُ بالشذى العفويِّ
في خفقاتنا
وَندُّلُ فوضى القلبِ
للنبعِ الخفيِّ
لنفترشْ نهرًا يهُبُّ
على نواحي الرّوح
في فيضِ الضِّفافْ
دعْ موعدَ اللاوعي
يكتبُ نوتةَ الخطواتِ
فوقَ الشّاطئ المنسيِّ
لا تتركْ نوارسَ بحركَ
المنثورِ بين حديقتينِ من الغروبْ
فالشّمعُ في أجوائِنا
يسقي النبيذَ توهُّجًا
والنّورُ في وَجْدٍ يَذوبْ
لا شيءَ يُنذِرُ بالحيادِ
على مصبِّ النَّهرِ
لا صبرًا يُبشِّرُ بالسَّلامْ
العطرُ يَنطِقُ
والخدودُ نبوءةُ الآتي
على موجِ الكلامْ
فالذوقُ عرّافُ الهوى
والعطرُ عرّابُ الغّرامْ
البرقُ في هذا الفضاءِ الدائريِّ
يسوقنا شوقًا
ويرفعنا إلى توقِ المعارجِ
يرتقي فينا حطامُ الدُنيويِّ
إلى المقامِ المعنوِّيِ
وموعدِ الأبديِّ
يكتبُ سيرةَ الآتي
فيخطفنا المقامْ
فاقطفْ ندىً من لحظةِ الذوقِ
الأسيرةِ في فضاءِ الشوقِ
واقتنصِ الهيامْ
وتقولُ لي: اكتبني
بريشةِ شطحةٍ
عُلْويةٍ
صوفيةٍ
عبثيةِ الأجواءْ
فأقولُ: علّيني إلى قمم الهوى
فالشِعرُ لا يتنفّسُ الإلهامَ
إلاّ في السماءْ
وأقولُ: إنَّ الروحَ تشهقُ لانسكابِ
الخمرِ في هذا الهواءِ المرتوي بالعطرِ
تعرقُ ثُمَّ تُرهقُ ثُمَّ تُحرقُ
فاخفضي البرقَ المحلّقَ
في سماءِ حضوركِ العفويِّ
حتى أستريحَ من العواصفِ برهةً
فأمامنا عمرٌ سيحكمهُ الربيعُ....
ووردةٌ أخرى ستذبحني
فلا تضعي الزهورَ على المسافةِ بيننا
إنّي أضيعُ ولا أضيعُ
وأكتفي بأناملِ الياقوتِ
جرعةُ سحرِكِ
لولا تزيدُ تقودني للموتِ
إنّي عاشقٌ لولا دعاني الموتُ
في هذا التطَرُّفِ
قد أُطيعُ
وتقولُ: دوّني على ذهبِ السّنابلِ
فتنةً للصيفِ
إنّي قد حلمتُ أو انتبهتُ بأنني عصفورةٌ
رُسمتْ بسحرِ الليلِ والقزحِ المطلِّ
على قبابِ الصّدرِ
يومَ كتبتني بحنينِ قافيةِ
المساءْ
وأقولُ: لستِ كما النَّساءْ
أنت انشغالُ الضوءِ بالرسمِ
المُضيء على خدودِ حديقةٍ
وتقولُ: خذني بانخطافِ الشِّعر
من جهةِ الضِّياعِ قبيلَ أن أُنهي
الـتَّأمّل في اكتمالِ أنوثتي
وأقولُ: تكتملُ الأنوثةُ بالتأمّلِ
لا جمالاً دونَ رأيِ الذَّوقِ
لا صفةً تحاورُ ذاتها
من غير أن تحتاجَ آخرها
لكي يثقَ اشتعالُ الفجرِ دومًا
بانتباهِ الديكِ
كي تُصغي النُّجومُ إلى مُنَجِّمِها
وتعرفُ طلّةُ الأنوارِ
أنَّ الصُّبحَ مُختَصَرٌ
بوردٍ فوقَ شرفةِ عاشِقَينْ
وأريدُ أغنيةً تتمِمُ دورةَ الوهميِّ في العاديِّ
كي أجدَ احتمالاً للقصيدةِ في الرُّؤى
وأريدُ وجهَكِ كي أرى لغتي الجديدةْ
وأريدُ صوتكِ كي أرى الأسماءَ في الأشياءِ
كي أتنفّسَ البرَّ المشعَّ على عيونِ غزالةٍ
وأضيعُ كالسحبِ الشَّريدةْ
وأريدُ عطرَكِ كي يصاغَ القلبُ
مفتونًا بأنثاهُ الفريدةْ
فالقلبُ لا يهتاجُ إلاّ في ارتباكِ النَّبضِ
يا امرأةً تعيدُ تشكّلَ الدُّنيا
وتحملني إلى السُدُمِ البعيدةْ
وأريدُ منكِ
ولا أريدُ سوى أريدُ سوى أُريدْ
وأريدُ من عينيكِ نفسي
والقصيدةْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى