للصحافة الإلكترونية بمدينة فاس.
تلقيت، كغيري من الزملاء المشتغلين، في ميدان الصحافة الإلكترونية، دعوة الحضور، إلى الملتقى الوطني الأول للصحافة الإلكترونية،من الإتحاد العربي للصحافة الالكترونية بشراكة مع جمعية دفاتر إلكترونية وبتنسيق مع مجلس مدينة فاس و تحت إشراف وزارة الاتصال، تحت شعار " إعلام الكتروني رائد من أجل بناء مغرب ديمقراطي جديد "، والذي سيعقد نهاية الأسبوع الجاري، بمدينة " الموسيقى الروحية "، فاس العالمة.
الدعوة، لا يملك أمامها، أمثالي إلا حزم حقائبهم، و الالتحاق بالزملاء الآخرين، من مختلف عمالات و أقاليم المملكة، للوقوف أمام الإشكالات التي أصبحت تطرحها، الصحافة الإلكترونية، بعد اللقاء التاريخي، الذي عقده وزير الاتصال، مع 140 موقع إلكتروني، بمدينة الرباط، من أجل دعم التجربة و تقنينها و هيكلتها، حتى لا تبقى خارج القانون، وهي المبادرة التي تولدت عنها العديد من الجمعيات و الاتحادات و الفيدراليات، من أجل توحيد الأفكار و الرؤى، للنهوض بالصحافة الرقمية و تطوريها حتى لا تبقى أسيرة " الهواية " و تدخل بممارسيها إلى عالم " الاحتراف "، الذي أصبح يراهن عليه، كل الزملاء الممارسين من خلال، تنظيم العديد من الأوراش و الدورات التكوينية، التي عقدت هنا و هناك، من أجل تحقيق طفرة نوعية، في المشهد الإعلامي المغربي، الذي أصبح يعرف اليوم، نقاشا موسعا، مع الحكومة الجديدة من خلال دفاتر التحملات الجديدة الخاصة بالقطب العمومي أو من خلال قانون الصحافة الجديد، الذي أصبح يعترف بالصحافة الالكترونية، باعتبارها النافذة التي أصبح يطل من خلالها، القارئ المغربي على ما يقع في العالم، في حينه و آنيته.
هذا اللقاء الإعلامي، سيعرف حضور أسماء إعلامية وازنة وبعض ضيوف الشرف كما تكريم بعض الوجوه الإعلامية الرائدة بالإضافة إلى مجموعة من الندوات والورشات المتخصصة في العمل الصحافي الإلكتروني كما سيتميز بالمسابقة الوطنية الأولى لأجود موقع صحافي إلكتروني.
و هذه كلها إشارات إيجابية، إن دلت على شيء فإنما تدل، على أن مدراء و هيئات تحرير و مراسلي المواقع الإلكترونية، أصبح لديهم الوعي الكافي، بضرورة توحيد الجهود وتضافرها من أجل البحث عن الجودة و الرهان على المصداقية و الاستقلالية في
تحرير الخبر الصحفي بعد التأكد من مصادر الخبر و احترام أخلاقيات المهنة.
الصحافة الإلكترونية، اليوم، في المغرب، شئنا أم أبينا، مطالبة بالإجابة خلال هذا اللقاء التاريخي، الإجابة عن العديد من الأسئلة الراهنة و لعل أبرزها على الإطلاق:
أي صحافة إلكترونية نريد؟ا
و من شأنها هذا اللقاء الإجابة، عن هذا السؤال الإشكالي، الذي أصبح يطرح نفسه، بإلحاح، على كل المستغلين، في هذا القطاع الإعلامي، الذي أصبح بفرض نفسه، بقوة مع الحراك العربي و المتغيرات السياسية التي عرفتها الساحة الوطنية كما العربية.
فهل، نحن نريد إعلام الإثارة و البحث عن السبق الصحفي و بأي ثمن و بدون احترام أدنى معايير، شروط الكتابة الصحافية و أخلاقيات المهنة؟ا
أم نريد إعلام، من و إلى القارئ، يراهن على الجودة و المصداقية في نقل الخبر و التأكد من مصادره، احتراما للقارئ و لأخلاقيات المهنة التي أصبحت تنتهك ليل نهار، دون حياء؟ا
أم نبحث عن الدعم و الإشارات خدمة لأجندات سياسية و انتخابية ضاربين عرض الحائط مبدأ الاستقلالية و الحياد و لشعار الرأي و الرأي الآخر؟ا
أم نريد إعلاما إلكترونيا رائدا من حيث مواده الإعلامية و أهدافه النبيلة خدمة للقارئ الباحث عن المعلومة و عن مواقع إلكترونية تشبهه، تهتم به و بشأنه لإيصال الحقيقية و محاربة الفساد و المفسدين؟ا
لأنه، من شأن الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، خلال هذا اللقاء الإعلامي، إيجاد فضاء لتبادل و جهات النظر و الرأي و الخبرات و التجارب الإعلامية، ترجمة لشعار
الملتقى الوطني الأول للصحافة الإلكترونية في دورته الأولى " إعلام الكتروني رائد من أجل بناء مغرب ديمقراطي جديد ".
ذلك ما سنعرفه، نهاية الأسبوع الجاري ب بـ"فــاس".
فهل، نحن مستعدون؟ا