السبت ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١٠

مارلين مونرو ـ حلم نورما جين

محمد علام خضر

في يوم الأحد الموافق للخامس من شهر آب 1962 وُجدت مارلين مونرو في منزلها الكائن في "بنتوود" بكاليفورنيا وقد فارقت الحياة عن عمر ناهز السادسة والثلاثين فقط. عندما دخلت الشرطة إلى منزل مارلين، كانت الممثلة جثة هامدة في غرفة نومها إلى جانب سماعة الهاتف الملقاة إلى جانبها. عمل رجال الشرطة والمحققون في منزل النجمة ليومين متواصلين بالتقاط الصور والبحث عن عينات وأدلة لمعرفة سبب الوفاة. مع أن موتها ظهر كمحاولة انتحار، إلا أن تقرير الشرطة ذكر في النهاية بأن الوفاة حدثت بسبب جرعة مفرطة من الحبوب المنومة. ولكن يمكن القول إن الظروف المحيطة بوفاتها لا تزال غامضة إلى الآن.

لقد أحب الكثيرون مارلين في حياتها، ولا تزال إلى الآن بعد مرور أربعة عقود على رحيلها محبوبة من الكثيرين أيضاً، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على خلود ذكرى مارلين وإرثها الفني في تاريخ السينما. وستستمر مارلين مونرو "الجميلة" بأفلامها الجميلة قادرة على إضحاك الناس وإبكائهم في آن معاً للأجيال القادمة. تأسست عدة نواد للمعجبين بمارلين مونرو في سائر أنحاء الولايات المتحدة. كما أن صورة مارلين بشعرها الذهبي وأثوابها البراقة وثغرها الجميل المزين بأحمر الشفاه وعينيها الزرقاوين تكاد تكون موجودة في كل بلاد العالم. وتخليداً لذكرى مارلين، رسمت الفنانة (آندي وارهول) لوحة رائعة لوجهها في حين قام المغني الأسطورة (إلتون جون) بتأليف أغنية تمجيداً لمارلين مونرو بعنوان "شمعة في مهبّ الريح". كما قام العديد من نجوم اليوم بتقليد ومحاكاة هيئة مارلين وأسلوبها. فمغنية البوب العالمية (مادونا) على وجه الخصوص تأثرت أكثر من غيرها بمارلين لدرجة جعلتها تصفف شعرها وتكسبه لون الذهب الأبيض كما فعلت مارلين، بل إن (مادونا) طورت من هيئتها لتصبح – كمارلين مونرو – "رمزاً للإغراء" باستثناء أن (مادونا) زينت صورتها بالثقة التي افتقدتها مارلين. في الحقيقة إن مارلين لم تشعر أبداً بالارتياح لصورة الشهرة العالمية الواسعة التي اكتسبتها. وقد قالت ذات مرة "أرجو ألا تجعلوا مني صورة هزلية" لأنها أرادت من أعماقها أن ينظر إليها كل الناس نظرة جدية.

لقد أنجزت مارلين مونرو شيئاً لم يحققه إلا قلة قليلة من الناس على مرّ التاريخ حين أصبحت وبكل جدارة رمزاً من رموز الثقافة. ومع أنها رحلت عن عالمنا إلا أن اسمها مازال مطروقاً في كل مكان وتتناوله الألسنة كما لو أنها ماتزال بيننا على قيد الحياة. بعد رحيل مارلين، كتبت صديقتها (سوزان ستراسبرغ) عنها "إن مارلين كأي نجم من النجوم التي ننظر إليها في سماء الليل لنتمنى أمنية ما ... فمع أن النجم الذي نشاهده اليوم قد اندثر منذ عهد بعيد، إلا أن ضياءه مازال حياً إلى الآن." وكذلك مارلين مونرو ستستمر الآن وأبداً تتلألأ بضياء أكبر مما تتصوره هي نفسها لو كتب لها البقاء.

محمد علام خضر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى