السبت ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم آدم عربي

ما الذي تُركَ لنا؟

لم نغلق الباب
لأن الباب لم يكن
إلا تحفة خشبية
تعلمت الصرير
من الريح
تركنا خلفنا
ظلالنا
لتدلَّ الغائبين علينا
وتركنا الخبز
كي لا تجوع الفكرة
قال الرجل الذي يشبهني:
لا تلتفت
فالطريق إذا رآك
تعلّق بك
قلت:
ومن يحمل أسماءنا؟
قال:
الأسماء تمشي وحدها
حين تُصاب الأرض بفقدان الذاكرة
مررنا قرب حجرٍ
كان يعرف أقدامنا
خفض رأسه
كشيخٍ نجا من حربين
ونسي الثالثة
في الوادي
كانت البنادق تنام
كحيواناتٍ أليفة
تحلم بصيادٍ عادل
وكان التاريخ
يبدّل خوذته
كل مئة عام
ولا يبدّل وجهه
سألتُ:
متى نعود؟
قال:
حين يكفّ الغد
عن التدريب على التأجيل
تركنا للبيت
نافذةً واحدة
كي لا يختنق
وتركنا في الساحة
اسماً ناقصاً
كي يكبر الأطفال
وهم يحاولون إكماله
في الليل
سمعتُ البلاد تتنفس
بصعوبة
كأنها خرجت تواً
من سفينة قديمة
وأُجبرت على الحياة
لم نترك شيئا وحيدا
كل ما هناك
كان يعرف
أن الوحدة
شكلٌ آخر من الحراسة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى