الأربعاء ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

مهلاً

- إلى حبيبها في لحظة الوداع..
مهلاً حبيبي..
هل تراكَ نسيتني؟؟
أم هل تراكَ أضعتَ عقلكَ مرةً أخرى..!
أتنسين ما رسمنا من حنين الذكريات..؟
أم أن ذاكَ الطيفَ مات؟!
 
إنْ غبتَ عنيَ من ترى يحنو عليَّ بدفءِ صدرْ..؟
من يا ترى يمحو بقاياكَ التي هي في كياني نقشها طهرٌ و عُهرْ؟
إن غبتَ، غابَ السعدُ عني و انتهى عمري..
فقلْ لي.. كيفَ أمسي دونَ نصفي؟
فالمساءُ أتى و لم يأتِ القمر..
كيفَ المساءُ بلا قمرْ..!
 
.. و تركتَ لي مما تبقى من رفات الذكرياتِ رميمَهُ و قديمهُ
أتظنُّ أن الذكرياتَ بدونِ صاحبها لها صفةُ المفيدِ أو الضرر!!
يبدو بأنكَ لم تذقْ كأسِي التي ما عادَ فيها من خمورِ الحزنِ إلا رشفةٌ..
لكنها رمقِي الأخيرُ، و ما تبقى منكَ يوماً من سنينِ العمرِ ليسَ سوى أثر..
 
مهلا حبيبي..
خذْ من الزمن القديمِ دقيقةً،
أو ساعةً رمليةً مقلوبةً ترمي بحباتِ الرمالِ لنصفها الآخر..
أوما علمتَ بأنَّ عمريَ ساعةٌ؟؟
ترمي رمالَ الحبِ من ماضٍ سحيقٍ قد مضى نحو المصير العاتي..
و كأنَّ تاريخي يعيد وقوعهُ..
و كأنَّ ما قد كان سوفَ يكونُ لكنْ باختلافٍ واحدٍ..
هوَ أنَّكَ المنسيُّ من وقتي..
يا حبةَ الرمل التي استعصت على ساعاتي..
 
مهلا حبيبي..
قبل أن يمضي كلانا في طريقٍ مخلتف..
أبغي جواباً منكَ دونَ تحيُّرٍ..
ما قيمةُ الأزهار دون العطرِ..؟
لكنْ إن أجبتَ فلن تغير ما أرادَ لنا القدر!!
 
ارحلْ بعيداً من هنا
لملم بقاياكَ التي بقيتْ هنا
و ابترْ فؤاديَ من فؤادكْ..
فكما نسيتَ ملامحي الآن استعدَّ لكي أزيلَ ملامحكْ..
لا تنتظر مني حنيناً أو سؤالاً عنكَ
أو حتى حماماً زاجلاً قد كان يهديك السلامْ..
ارحل و جرَّ وراءكَ الظلَّ الطويلَ و لا تعدْ..
قد ماتَ جرحكَ و انتهى نزفي لحبكَ في فؤادي..
ماتتْ جراحي قبل موتكْ سيدي..
و لربما هيَ نعمةٌ كي لا أقاسيَ أو أذوقَ مرارتكْ..
ارحل بعيداً.. لا تعدْ
إن كنتَ ترجو أن تصون كرامتك!!
- إلى حبيبها في لحظة الوداع..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى