السبت ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم سليمان عوض

ناي وقلب

يا رفيقاً راح عنى
بعد أن عزَّ الرفـيقْ
 
وطريقاً ضـاع منى
بعد أن طال الطريقْ
 
ومناراً في سمـائي
وانتهى منه البريـقْ
 
****
وأنا قُوتُ حيــاتي
من نــواحٍ وألـمْ
 
قـدري نامت عيونه
والليـــالي لم تنمْ
 
والكرى يجفو عيوني
ليتنى ذقت العـد مْ
 
****
سائرٌ في جوف قبري
أســأل الحي التفاتْ
 
أجـرع الأيام وحدي
لا حــياةً أو مماتْ
 
أحمل القـلب الشريد
في ريـاح ماجـناتْ
 
****
كان حلما في منامي
وانتهى قبل الشروقْ
 
كان نورا في خيالي
ثم نارا بل حـريقْ
 
والبراري والصحاري
قطَّعت منى العـروقْ
 
****
كان حلمــا أن أراكِ
في يــدي أنغام حبْ
 
كان حلمــا أن أراكِ
في فمي أنفاس قُـرْبْ
 
أو عبيرا في حيـاتي
سحـره عطر وصبْ
 
****
رُحتِ عنّى كالحياة
تخذل العاني الفقيرْ
 
في يدي أقداح دمعي
أجرع الكأس المريرْ
 
ثم أبكي في سكوتي
مثلما تبكى الطيورْ
 
****
ليس سهـلا أن أراكِ
في يدٍ أو مـِـلك حيْ
 
يقطف الأزهار منـك
فيـك ينسـى كل شيْ
 
السما والأرض تنشـد
في الضحى لحنا شجيْ
 
****
يتوارى اللحن خلفي
تاركــا دمعي أسيرْ
 
وشــفاهي وعيوني
أبكــم يبكى ضريرْ
 
أقطــع الأيام وحدي
خطــوات في السعيرْ
 
****
ليس سهلا أن أراكِ
شمعة ًفي كــهفِهِ
 
أو أراك في يميـنٍ
زهـــرةً في كفّه
 
أو تكوني من شمال
نبضـــةً في صدرهِ
 
****
كان سهلا أن أراني
ممسكا أعواد جمرْ
 
أو أراني في سهادي
ساكنا أعماق قبرْ
 
وأراك في جـواري
مازجـا عمرا بعمرْ
 
****
ساميا والشعر يسمو
في فضاء للخـلودْ
 
نمزج الراحَ بعطرٍ
أو شفـاهٍ بالخدودْ
 
ترقص الأحلامُ حتى
لا نرى لحنا حسودْ
 
****
يا فَراشـا في الجنانِ
هل ترى غيري أحَبْ
 
سـأغنى في غيابك
سـأُحِبُّ سـأحبْ
 
وسأمضى في غدي
في يدي ناي وقلبْ
 
في يدي نـاي وقلـبْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى