الثلاثاء ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥

ندوة حول «أنشودة لخلود» لسناء يحفوفي

احتضنت دائرة المكتبة الوطنية في عمّان حفل إشهار كتاب "أنشودة الخلود – معراج الشعر وتجربة العبور" للكاتبة اللبنانية د.سناء يحفوفي، برعاية الأديبة د.سارة طالب السهيل. افتُتحت الأمسية بكلمة وجدانية ألقاها الفنان والإعلامي أسعد خليفة، عبّر فيها عن روح عمّان الحاضنة للثقافة والكرم، وقال: "نحن الليلة في حضرة الشعر والشعور، نمتطي معراج الكلمة ونصدح بأنشودة الخلود، مع ثنائي إبداعي نحسبه جاءنا من عالم لا ندرك مكنونه ولا مكانه". وقدّمت السهيل، دراسة نقدية تناولت البنية الفكرية والجمالية للكتاب، مؤكدة أن "أنشودة الخلود" يمثل تجربة إنسانية تعيد للشعر روحه الفلسفية، وتغوص في تأملات الوجود والخلود. بدورها، قالت يحفوفي: "كل خفقةٍ فينا تهزّ الكِيان ترتقي بنا إلى حافة النشيد، وكلّ رجفةٍ تُطلق الصّوت من أغوار الوجود؛ إنّه الشّوق المتوقّد، جمرٌ نلقيه في قلب الأكوان، فيرتدّ علينا صورةً أصفى، حتّى يغدو التّفكير بالخلود هو النّبض نفسه، وهو الكون وقد استعاد ذاته فينا بأسمى الصّور".

وأضافت: "ولتكن اللّحظة الأخيرة عبورًا بلا قيود، حيث يذوب الفناء في ضوء المجد، وتصبح القصيدة نهرًا ينساب عبر الزمن، يحمل الإنسان من على ضفاف الأبجديّة إلى ضفاف الأبديّة، ويفتح أمامه أبواب الكينونة التي لا تغيب، ليظل النّبض حيًّا، والحرف خالدًا، والروح متّقدةً بالضّوء الأزليّ. هذه الصّرخة، تمجّد الكون في صدرك أو صدري". من جهته، قدّم د.إسماعيل السعودي قراءة فلسفية وجمالية للكتاب، معتبرًا إياه نصًا يتجاوز النقد التقليدي، ويقترح مفهوم "المعراج الشعري" بوصفه مفتاحًا تأويليًا لقراءة الشعر كطقس وجودي. وقال السعودي: "تشتغل الكاتبة على تقاطع الرؤيا مع اللغة، وتستثمر الرمز والتناص الروحي والميثولوجي لتقديم قراءة تتجاوز أدوات النقد المعهودة، وتعيد تشكيل التجربة لا تفسيرها فقط". وأضاف: "(أنشودة الخلود) نصٌّ يُنصت للقصيدة ويقيم داخل منطقة التوتر بين التحليل والانخطاف". أما د.سلطان المعاني، الذي قدم شقيقه الأديب جروان ورقته بالنيابة عنه، فوصف الكتاب بأنه "نصٌّ يتجاوز حدود التصنيف، ويغوص في جوهر الشعر بوصفه فعلًا وجوديًا"، مضيفًا: "هذا العمل يذكّرنا بأن الشعر صرخةُ تبحث عن ضحيج الروح بما يحمل من ابداعات لامتناهية". وفي مداخلته، قال الشاعر والناقد د.عدنان السعودي: "(أنشودة الخلود) مرآةٌ فكرية تعكس قلق الإنسان المعاصر، وتعيد الاعتبار للكلمة بوصفها أداةً للخلاص لا للزينة، وتُعيد الشعر إلى مقامه الأول الذي يعبر بين الفكر والفلسفة". وفي كلمتها، عبّرت د.سناء أسعد يحفوفي عن رؤيتها للكتاب كعبور عبر اللغة إلى عمق التجربة الإنسانية، مؤكدة أن الشعر ليس حالة وجدانية عابرة، بل وعيٌ متجدّد بالوجود، وقالت: "كل نص شعري يولد من عمق التجربة الإنسانية يحمل في طياته بذرة الأبدية، لأن الكلمة الصادقة لا تموت، بل تظل تتردّد في وجدان القرّاء عبر الأجيال". وأضافت: "الكتابة بالنسبة لي ليست مجرّد فعل إبداعي، بل عبور نحو وعيٍ أوسع، وكلّ قصيدة تحمل بذرة خلاصٍ من الفناء، ورغبة في بلوغ الخلود من خلال الجمال والمعنى".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى