الثلاثاء ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم ذكرى لعيبي

نهايات

بيتٌ ثلجي فارغ، محاط بليلٍ أصّمْ، يخفي بقايا ذكريات.. أصابع خشنة تتلمس جدراناً تآكلت.. وخطوات متباطئة تتكىء على عصا قلقٍ يومي، كأنها خطى أعمى لا تقوده عصاه المبصرة!!

سُعال متواصل، رذاذ أشبه بنثيث مطرٍ أسود، وصدى يوجع الحلق ! حلم ملتهب بلون النار أو البرتقال، متصدع لكنه لم يتداعَ.
تنظر إلى الغصن، والبيت والوجه، ينحرف تفكيرها فجأة فتنسى الطرق التي أودعتها خرزة الشقاء..

تقنع نفسها بالهزيمة :

إنه غير معتاد على اقتناء الأشياء النفيسة.

يرجع صدى صوتها:

لا أنتِ غير معتادة على إتمام المواسم!

هو لايدرك خسوف الأنثى وخوفها قلقها، كأن لها مدارات بين الخسوف والكسوف.
وأنتِ ماذا تدركين وقد دلفتِ نفسكِ في زاوية نتنة، هل ارتضيتِ رطوبة العفن وعتمات السراديب؟! وأنتِ الكنتِ إبنة النور والشغف!؟

هم اقترفوا الأخطاء عِنداً حين لامستهم التفاهات، الصولجان كان بيدكِ، فأصبحت الجلاد لروحك وضاع الحكم والقرار.

 وبين الوهم والتذكر تستدير الفكرة، تتساءل كيف تصحّرَ قلبه ؟ وهو الذي كان أسطورة نفسه!
 إنها وظيفته!!
 لكنه مات منذ سنوات!
 في السجلات المحروقة، لكن البيانات الجديدة تؤكد وجوده!
 المسألة ليست بيانات، إنه مات أمام عيني!
 أدفنتيه بيديك؟ هل واريتيه التراب، كما نفعل عادة؟!

آآه.. يبلغ منه الإعياء أيما مبلغ، يسقط، يموت، رائحة الخشب ومساماته تنث من الباب العتيق، مثل رغبة بريئة تسعى للإمساك بظلال الروح، تشعر كأنها جدبة، ولا معنى لهزيمتها.. مالذي يخذلك أيتها الروح.

يتوجع.. يتلوى.. يسقط غريقاً في الظنون، تحفر خطاً صغيراً وتتبوأ مكانها منه.. ويظل السؤال معلقا بين نجمتين !.. وبين أين وأين؟

يتوالد.. ينشطر، يصير اسئلة، والبدايات تفتح أفواهاً في المجهول المعلوم، تتحول نهايات، نهايات مثل أي شك أسود، حين يغمر القلب والعقل، ويفّل العضل!

لا يتبقى من قوة اليقين سوى وهم.. والوهم لا يؤسس، الوهم نهاية، وإن بدت بحجم فتحة إبرة، لكنها تتسع أفقاً، لتكون في رحابة ذاتها، النهايات صنو حقيقتنا..

كأننا نتوه بين مدينة نعم ومدينة لا.. بين مدينة أين، ومدينة أين؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى