الخميس ٣٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم عبد الهادي السائح

يا طارقاً أبوابَ صومعتي

عن أيّ مأساةٍ تريدينَ الحديثَ
وما أقولُ
فعمرنا المأساة ُ مدَّ جناحهُ
كالظلِّ في ليلِ الأفولِ
وأنتِ لا تدرينَ،
بل تدرينَ
أنّي ناسكٌ ..
فرشَ اللياليَ في سماءِ الصمتِ آذاناً
لأنّاتٍ تخالجهُ
كعمق الجرح أو ..
شبحِ الذهولْ
يا شمعة ً تذوي بعين الحُسنِ
بل جفنِ الجوى
فتذيبني لمّا تذوبُ
كشعلةٍ زرقاءَ صافيةِ الأسى
تتراقص الأشواقُ في زفراتها
وعلى أنينِ النايِ
في طيف المدى .. زرقاءُ آفلة الذبولْ
تدرينَ يا قمراً تلألأ في سماء الحزنِ
تطعنني فتائلُه الجميلة أنني..
لما رحلتُ إلى بدور الحزنِ
ألقيتُ الرحالَ وعجتُ أبكي
ما تبقّى من رؤى قلبي كما ..
يبكي على أطلاله الملك الضَّلولْ
يا طارقا أبوابَ صومعتي بنار الشوقِ
قد أقسمتُ
لكنْ جئتني بالشمسِ في كفٍّ
وفي الأخرى دمي ..
أقسمتُ أن لا يستبيحَ الدمعُ كنهَ صبابتي
فصلبتني في دمعةٍ
بين المنى والمستحيلْ
يا طارقا أبواب صومعتي
يعذّبُ وحدتي الحيرى
يبلسمُ من جراح الراهبِ الولهانِ
أغنية ً تَماوجُ في أثير الفجر عطراً
ضائعاً..
قدَرٌ عذاباتي عليَّ و أدمعي ..
قدرٌ طويلْ
 
قد جئت تتلو سِفـْرَ أشواقي
على بوابة الذكرى .. أما؟
قد جئتَ تطرقُ قلعة َ الصمتِ العتيدة في جَناني
إذ تدقُّ مسامعَ الليلِ البهيمِ
برعشة الصبحِ الخجولْ
قد جئتني..
تتلو ترانيم الهوى جهرا كما ..
أتلو ابتهالاتِ الأسى سراً
وقد أقسمتُ بالنسيان أن أنسى ولكنْ
يعشق النسيانُ قتلي مثلما ..
يهوى القتيلُ اسمَ القتولْ
يا طارقاً أبوابَ صومعتي أما ..
تدري بأن قوافلَ الآهاتِ ترحلُ نحوَ شمسكَ
و الدروبُ يحفها صمتُ المساءِ
ولهفةُ الأضواءِ.. ترحلُ
كالشموسِ إلى مغاربِ مقلتيكَ
ولا قفولْ
 
طرقتْ تساقيكَ الهوى وتسائلُ الأفلاكَ هلْ ؟؟؟
تدرينَ ما في القلبِ أنتِ زرعتهِ..
فلمَ السؤالُ .. أمقتلي سهلٌ عليكِ
على مذابحَ من
سؤالْ؟
ما البوحُ إلاّ ما تبوحُ به العيونُ
فما سؤالكِ يا عيوني
هل أقولُ عشقتُ
قالتها جفوني أم أقولُ حبيبتي ..
قدرٌ أبى إلا اغتيالي في ترانيمِ
الجمالْ
قدرٌ أبى ..
أن تسرحَ الأشواقُ في دربِ الهوى..
أو يرتمي الطفلُ البريء على شواطئ ساعديكِِ
يطاردُ الأزهارَ أو بسماتِ شمسٍ من بناتِ الجنِّ
لمّا أغرقتْ
تلكَ المروجَ الخضرَ في ..
جُزرِ الخيالْ
قدرٌ أبى ..
أن تسبحَ الآمالُ في لججِ الرؤى
أطيافَ خيلٍ من خيوطِ النورِ
تركض في تباشيرِ
المساءْ
أطيافَ نورٍ سابحاتٍ من مداكِ إلى مداكِ
تسابقُ الأنسامَ و الطيفَ المبعثرَ
في مجاهيلِ
السماءْ
وأبيتِ إلاّ مصرعي في همسةٍ
بوّاحةٍ بالشوقِ والأشجانِ
راعشةً كأجنحة البلابلِ حينما ..
نبستكِ أغنية ً أطارقة ً بساحةِ معبدي ..
فلِمَ الجفاءْ ؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى