

يوم أمطرت بارودا
كانت الأرض لكنعان
والحلم لدرويش
والقاسم
فطوقان...
كان الماضي ممتدا
حاضرا بيننا،
راسما:
طوفان الأقصى.
والغضب.. كل الغضب.
كل الغصب..
غصب الغصب،
وما بينهما من مسام الأمل.
أجل:
كان لنا أكثر من واسع النظر،
أكثر من وجهة نظر.
أحلام شتى..
مصيف ومشتى
فما تبقى متسع الحلم،
فلا الأرض أرض
ولا السماء.
وحدها ليالي تشرين الحالكة شاهدة:
أن السماء ملبدة بالصواريخ
حاضنة لسرب الخفافيش
طائرات تحلق أدنى
أدنى من أعلى..
فتمطر بارودا،
لتتدلى القذائف
كل أشكال الدمار
الموت الزؤام.
فيا أخي:
تي الأرض تنطق عربية،
فلا تجعلها عبرية..
غربية.
هي في الغبراء فلسطين،
وفي القلب فلسطين،
وفي السماء فلسطين.
فلس وطين..
من جمر ضلوعنا،
مجد ذاكرتنا
امتدادنا الممتد.
يا أخي:
ليلة أمطرت بارودا
فاضت أودية الدم،
وبغزة
أرض العزة
دكت الأرض دكا..
فرسمنا بدم الأطفال عزة شعب..
تجبر غاصب،
نكرة..
سارق الحلم،
الأرض.
يا أخي:
ليلة أمطرت بارودا
تدفق الحب العربي،
الإنساني..
وبكل اللغات أعلن الغضب،
الشجب.
بكائيات هنا وهناك
إذ استشهد الرضع
الأطفال..
وبكل اللغات أعلن الغصب،
جرائم المحتل.
يا أخي:
هي غزة،
عزة الأرض
غرّة السماء..
ها هنا ستبقى وهناك..
غدا ستزهر الجثث،
تورق الأشلاء
ترتوي الأرض بدم الرّضّع،
الرتّع.
يسطع مجد غزة،
وعمّا قليل يذبل الغزاة القدامى..
والجدد.
فيتعجّل الرحيل،
رحيل المحتلّ.
فيا أيها الشتات:
خذوا حقائبكم وارحلوا،
فالغد لفلسطين..
الغد لغزة..
العزة لأهل العزة.
أهل غزة.