الاثنين ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم محمد الكرافس

‎النـدوة الوطـنية الأولـــى ‎

«التـواصل و تحليل الخطاب»

رؤساء الجلسات:
الأساتذة: د. زهور كرام
د. عبد الواحد المرابط؛
د. نور الدين رايص

الأساتذة

المشاركون بالبحث:
‎من داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة:
 ‎د. حسن لشكر(المغرب)- د. عبد الإله بوغابة (المغرب)- د . أحمد حافظ (المغرب)- ‎ د. عبد الله بنعتو(المغرب) ومن خارج الكلية: د. عبد الواحد المرابط (المدرسة العليا للأساتذة الدار البيضاء/المغرب)- د. عبد العالي بوطيب (كلية الآداب مكناس/المغرب)- د. إدريس الخضراوي (الكلية المتعددة الاختصاصات أسفي/المغرب) - د. سعيد جبار (كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د. عبد المجيد النوسي كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د. عبد الحق جابر (كلية الآداب الجديدة/المغرب)- د. ناصر برجاوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة/المغرب).

‎اللجنة التنظيمية:

‎ د. حـسن لشكــر، د. عبد الإله بوغابــة، محمد الكرافـــس، رضــــى شكرنط، ناديـة الهدانـــي

‎مقرروالجلسات:

‎عبد المجيـد عزابـي،سهـام حليــوي، محمد الكرافــس

‎لقد شرعت لجنة تنظيم ندوة «التواصل وتحليل الخطاب» في الإعداد لهذه الندوة القيمة منذ مدة ليست باليسيرة من بحر هذه السنة، وقد كلف ذلك اللجنة التنظيمية برئاسة د. حسن لشكر عملا دؤوبا للتحضير لها، حيث عملت هذه اللجنة وطلبة ماستر التواصل وتحليل الخطاب كخلية نحل منذ الإعلان عن تاريخ انعقاد الندوة وتم تقسيم المهام بين أعضائها حتى تكون في مستوى التطلعات وتلقى الاهتمام العلمي والفائدة المرجوين.

‎ورقــــــة النـــــــدوة:

‎د. حسن لــشكر

‎ يعد مصطلح الخطاب عنصرا مركزيا في أغلب المجالات المعرفية التي انشغلت بتنميط الانتاجات القولية ورصد خصائصها وبنياتها كالفلسفة واللسانيات والسميائيات ونظرية الأدب . . . الأمر الذي أفضى إلى تعدد التصورات المحددة له وطبعه بكثير من الالتباس والاشتراك المفهومي.

‎وقد أدرك علماء العربية أهمية الخطاب وحاولوا حصر مرتكزاته، ولا شك أن الدراسة البلاغية في شقها الخاص بعلم المعاني تشكل نظرية خطابية متكاملة بالنظر لنسق القواعد والاطرادات التي افرزها التنظير في سياقات القول وأنظمة التحاور ابتداء بالطلب والنفي والتوكيد والقصر وغير ذلك من الظواهر التداولية المختلفة.

‎لقد ارتكز التفكير البلاغي العربي على توابث منها أن البلاغة هي المدخل الرئيس لتحقيق الخطاب حيث لا حديث عن البلاغة خارج الخطاب وعلى أساس ذلك تحدد مزية القول. من جهة أخرى، يعود أول توظيف لمفهوم الخطاب إلى مجال الرواية، حيث اعتبر الخطاب هواللغة والنسيج اللذين يكونان الرواية، بعد ذلك انتقل المصطلح لمجال اللسانيات للدلالة على العلاقة بين البناء اللغوي والمعنى، حيث يكون من شأن تحليل الخطاب أن يتعقب جودة الترابط والتماسك بين أجزاء النص من خلال الآليات التي تمكن من تحقيق ذلك مثل أدوات الربط والترتيب والحذف والإطناب.

‎كما أفرز التفكير الفلسفي تصورات مختلفة بخصوص الخطاب. . . تصور فوكوالذي يرى أن العالم هوأكثر من مجرد مجرة من النصوص، بل ثمة تداخل بين الخطاب
‎والسلطة، حيث أن السلطة تمارس تأثيراتها عبر الخطاب . . . من جهة أخرى يشدد باختين على أن وحدات الخطاب الداخلي ترتبط بحسب قوانين التسلسل الحواري في خضوع تام لشروط الوضع الاجتماعي والأوضاع التداولية المختلفة. لقد أدركت اللسانيات المعاصرة أهمية الخطاب ورصدت له جانبا مهما من دراستها ابتداء بدراسة الأفعال الكلامية مع فلاسفة اللغة العادية مرورا بنظريات الدلالة التصورية ووصولا إلى لسانيات النص التي تبنت جملة من الفرضيات الأساسية في نحوالجملة لصيغة نحوخاص بالجملة. والأمر نفسه نجده في السميائيات السردية والسرديات ونظرية التلقي التي أولت الموضوع نصيبا من الاهتمام.

‎التقـــرير التركيبـــــــــي:

‎ تحت إشراف رئاسة جامعة ابن طفيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة /المغرب، ورغبة منها في التعريف بمختلف المقاربات في مجال علمي
‎قيم هوالتواصل وتحليل الخطاب، نظمت وحدة "التواصل وتحليل الخطاب" برئاسة د. حسن لشكر ندوة وطنية يومي 15 و16 مارس 2011 بمقر الكلية

حول موضوع:

‎«التواصــــــل وتحليل الخطـــــــاب»

‎
وقد شارك في هذه الندوة نخبة من الأساتذة الباحثين والمختصين من الجامعات المغربية، عبر ثلاث جلسات توزعت بين صباحيتين ومسائية، حيث انطلقت الأشغال بجلسة افتتاحية تناول الكلمة فيها كل من السيد د. حسن لشكر منسق ماستر التواصل وتحليل الخطاب رئيس لجنة التنظيم، والسيد عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تلتها ثلاث جلسات علمية امتدت على مدى يومين في إطار مجموعة من المحاور، حيث تناولت الأبحاث المقدمة مفهومي التواصل والخطـــاب تنظــيرًا وتطبيــقًا، على النحوالآتي:
‎- تحليل الخطاب مقاربات ونظريات
‎- لسانيات الجملة، لسانيات الخطاب
‎- الخطاب في الدرس النقدي العربي القديم
‎-الخطاب في الدرس اللغوي العربي القديم
‎-الخطاب في التراث السردي
‎-الخطاب في السرد الحديث

‎الافتتـــــــــــــاح:

‎افتتحت أشغال الندوة يوم 15 مارس 2011 صباحا بالمدرج الأزرق بكلمة للسيد
‎د. حسن لشكر منسق ماستر التواصل وتحليل الخطاب والمشرف على الندوة الذي ثمن أهمية هذه الندوة التي تدخل في صميم التخصص كركن تكويني من جهة وتساهم من جهة أخرى في التحليل العلمي الرصين لمفهوم الخطاب لاسيما وهذا الماستر هوالوحيد في الجامعة المغربية – اليوم – الذي استطاع تحطيم الجسور بين المسالك كما يقول الأستاذ لشكر. كما استعرض كذلك الامتداد المهم لهذه الندوة في الموسم القادم إن شاء الله والتي ستتوسع لتشمل الفضاء المغاربي ولم تفته الفرصة بدوره ليشكر الأساتذة المشاركين واللجنة التنظيمية والجهة الجامعية المحتضنة وطلبة الماستر.

‎أما كلمة السيد عبد الحنين بلحاج عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة فأكدت على كون الندوة تندرج في إطار الرهانات العلمية للميثاق الوطني للتربية
‎والتكوين مستجليا مجموعة من المحطات المفاهيمية حول التواصل وتحليل الخطاب واللسانيات ،كما شكر اللجنة التنظيمية والمشاركين في هذه الندوة العلمية وتمنى أن تعود على المشاركين والحاضرين بفائدة عظيمة على المستويين التكويني والعلمي.

‎ بعد ذلك تمت دعوة الحاضرين إلى حفل شاي.

‎اليوم الأول: 15 مارس 2011 : الجلسة الصباحــــــــية:

‎رئيسة الجلسة: د. زهور كرام

‎المقرر : عبد المجيد عزابي

‎ترأست هذه الجلسة د. زهور كرام التي اعتبرت هذه الندوة ذات بعدين علمي
‎ وتكويني لطلبة الماستر والدكتوراه معا خاصة في مجال تحليل الخطاب الذي ينخرط في إطار الفكر النقدي الحديث وهي فرصة للباحثين والمشاركين لوعي درجة تفكيرنا وتحليلنا وأهمية الجانب الإدراكي في هذا النوع من المقاربات.

‎المحاضرة الأولى قدمها الناقد المغربي د. عبد العالي بوطيب الذي سعد كثيرا بالمشاركة في هذه الندوة العلمية وقاربت مداخلته موضوع" من لسانيات الجملة إلى لسانيات الخطاب: قراءة في الطفرة السردية" حيث تركزت في مضامين الخطاب السردي وعلاقته بالطفرة اللسانية التي كان الكل يشتغل قبلها على الرواية كجنس له هويته الأدبية الخاصة،غير أن خصوصية الخطاب السردي حسب د. بوطيب تكمن بالأساس في كون الرواية تم تناولها من طرف معارف أخرى ولكنها مقاربات بقيت بطريقة هذه المعارف، كما أن بنية الخطاب ومقاربة الخطاب الروائي تطرح تصورين:

‎إما دراسة نصوص سردية واستخراج البنية المتراكمة بين النصوص أوتكوين نموذج سابق وإسقاطه على جميع النصوص وهوتصور اللسانيات. التساؤل الإشكالي الذي طرحه الباحث هنا له أكثر من دلالة وهو: هل يصح علميا أن نقارب الخطاب بمقاييس لسانيات جملية؟

‎الواقع أن عملية المعنى حسب د. بوطيب لا تتحقق إلا بتشابك كل المستويات الفونولوجية والمعجمية والتركيبية والدلالية وهوالمؤشر الذي استفادت منه الدراسات السردية.

‎المداخلة الثانية قدمها الباحث د. عبد الواحد المرابط في موضوع "مدخل ابستمولوجي إلى سيمياء التواصل" التي حصرها في مستويين داخلي وخارجي، كما تطرق الباحث إلى تعريف مفهوم التواصل انطلاقا من مجموعة من المرجعيات النظرية في الثقافة اليونانية والعربية وفي المعاجم الفرنسية،
‎ثم ميز في التواصل بين أربع اتجاهات هي الاتجاه الرياضي الهندسي،الاتجاه السوسيولوجي،الاتجاه السيكولوجي والاتجاه السيميائي الذي تتركز حوله هذه المداخلة انطلاقا من تصورات بيرس، موريس، دوسوسير، جان مارتيني وغيرهم،معرجا على نظرية الأفعال الكلامية ومعتبرا أن التصورات السابقة بقيت حبيسة الجانب الوصفي .

‎العرض الثالث في هذه الجلسة الصباحية كان للباحث د. عبد الإله بوغابة في موضوع "أصول النظرية التداولية العربية علم المعاني نموذجا" والذي اعتبر بدوره هذه الندوة فرصة للتكوين بعيدا عن القسم لا سيما ود. بوغابة يساهم في تأطير طلبة هذا الماستر،وقدم مقاربة متميزة لاستجلاء بعض مرتكزات النظرية التداولية المعاصرة ومحاولة استجلاء امتدادها في البلاغة العربية من خلال علم المعاني. كما خلص الباحث في هذه المقاربة إلى عقد تقابل بين اللسانيات الحديثة التي تتميز بقوة تنظيرية خاصة تجعل اللساني لا ينفتح على النصوص الأدبية في الوقت الذي تميز الفكر العربي القديم بالتوازي بين التحليل والتقعيد. هذه المقاربة تجعلنا- حسب د. بوغابة دائما- نتساءل إذا ما كان هناك نموذج استطاع أن يقارب اللغة العربية بشكل كلي بناء على شواهد.

‎أما العرض الأخير في هذه الجلسة فقدمه الباحث المغربي د. إدريس الخضراوي في موضوع" السرديات أوتحولات الوعي بالخطاب الأدبي"، حيث قارب علم السرديات كعلم ينهل من علوم البلاغة والشعرية والاجتماع والانتروبولوجيا مستعرضا تصورات باختين وموت السيميائيات في صيغتها الكلاسيكية عند البعض والنظرية الفرنسية وواضعا أهم المستجدات النقدية في هذا المجال (رفائيل باروني 2007 ) على المحك .

‎بعد ذلك فتح المجال لمناقشة العروض من خلال مجموعة من التدخلات من الحضور توزعت ما بين أساتذة وطلبة وهي فرصة لتلقي الردود عن مدى التفاعل مع العروض وفرصة للأساتذة الباحثين لقياس ترمومتر الفضول المعرفي الذي أثاروه لدى الحضور.

‎اليوم الأول: 15 مارس 2011: الجلسة المسائـيـــــــــة:

‎رئيس الجلسة: د. عبد الواحد المرابط

‎المقرر: سهام حليوي

‎ترأس هذه الجلسة المسائية د. عبد الواحد المرابط حيث كان الحضور على موعد مع مجموعة من العروض نحت منحى تطبيقيا صرفا فجاء عرض الباحث د. عبد المجيد النوسي في موضوع "الخطاب الاجتماعي، تحليل نموذج تقرير الخمسينية" كخطاب ابستيمي يقوم على مجموعة من المفاهيم ويقدم قاعدة معرفية للمغرب خلال خمسين سنة وكخطاب اجتماعي حول ذات جماعية هي المغرب . مقاربة د. النوسي تناولت مصداقية هذا النوع من الخطابات الذي يتضمن حضور السلطة المركزية وتقزم السلطة المناهضة ويتأرجح بين الوقوف والاستمرارية لا سيما والوضع لم يتحول من القول إلى الفعل بعد هذا التقرير وذلك بسبب أزمة ثقة على المستوى التعاقدي.

‎بعد ذلك تدخل د. عبد الله بن عتوفي موضوع" الإقناع في الخطاب الصوفي،
‎إشكالات تحليل الخطاب" فطرح أسئلة عديدة للنقاش حول هذا الصنف من الخطابات وسبر أغواره كخطاب يروم تحقيق الانتشار في أكبر قدر من الناس من خلال الاستدراج كوسيلة أسلوبية يستعملها الباث لجلب اهتمام المريد ومحاولة إحضار الأنا وإخفائه رغم أن الخطاب الصوفي كما يقول الباحث د. بنعتومغرق في الذاتية. وكسؤال إشكالي تساءل الباحث في الأخير قائلا: ماذا فعل صناع الحداثة وقصيدة النثر سوى أنهم تجاوزوا الفصل بين الطبيعي والاصطناعي؟

‎عرض الباحث د. أحمد حافظ المعنون ب" رماد الأحلام المجهضة أوالرواية وتغير الخطاب "تميز بخصوصيته وهويقدم قراءة متفردة في ثلاث نصوص روائية، اثنتان للمغربيين محمد غرناط وعبد الرحيم جيران والثالثة سينيغالية لأوصمان ديوب من خلال الاشتغال على تيمة الحلم وهي رؤية ينطلق فيها الباحث من مركزية الحلم في حياة الإنسان وفي حياة المبدع كما صوره حليم بركات في روايته "الرجل بين السهم والوتر" حين يقول" الإنسان لا يستطيع أن يحقق أمانيه في الحياة دون اللجوء لإلى الحلم ".
‎د. سعيد جبار كعادته انتقل بنا إلى عالم تراثي سردي محض وهويقارب موضوع " بلاغة الخطاب في نص رحلي كيف ولماذا؟" بانيا أساس مداخلته على مجموعة من المفاهيم ومنطلقا من فرضية كون اللغة لا تعتبر مجرد وسيلة لوصف العالم من منظور تداولي بل هي أكثر من ذلك، وهوما ينطبق على نص رحلي اختاره الباحث هورحلة العياشي المسماة "ماء الموائد" ومقاربة نصية للطيفة من لطائف الرحلة العياشية وما يقدمه المقطعان المدروسان من تحولات موقف الرحالة- الشخصية من زاوية وحدة الوجود الصوفية، وما يستندان عليه من بلاغة.

‎بعد ذلك جاءت مداخلة هامة باللغة الفرنسية للباحث د. عبد الحق جابر في موضوع "سوسيولوجية الأدب وتحليل الخطاب " فجاءت مداخلته لتثري النقاش أكثر حول إنتاج النص في نظرية سوسيولوجية الأدب كما نظر لها لوسيان كولدمان، ولتعمق البحث أكثر في ما وراء اللسانيات داخل الاشتغال النصي، معتبرا أن المبدع/الشاعر مثله مثل النبي له رسالة يؤديها ومنبها إلى أن أي دراسة تحليلية لابد أن تنطلق من النص بالأساس .

‎في ختام هذه الجلسة المسائية تم فتح المجال لمناقشة العروض والتفاعل معها وهوالمعطى الذي جعل مجموعة من المتدخلين يقدمون وجهة نظرهم
‎ويسائلون الباحثين محفزين باندفاع الفضول المعرفي والاحتكاك العلمي .

‎اليوم الثاني: 16 مارس 2011 الجلسة الصباحــــــــية:

‎رئيس الجلسة: د. نور الدين رايص
‎المقرر: محمد الكرافس

‎ترأس هذه الجلسة الثالثة والأخيرة د. نور الدين رايص من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس/المغرب، حيث كان الجمهور على موعد مع الباحث المغربي د. حسن لشكر في عرض جمع بين النظري والتطبيقي بعنوان " الخطاب السجالي في الرواية " مؤسسا مقاربة متجددة للخطاب الروائي لا سيما وهويستكشف حضور الخطاب السجالي في رواية "العريس" لصلاح الوديع . في مستهل محاضرته اعتبر الباحث الأدب أكثر حكمة من العلم - مادامت الكشوفات العلمية نفسها أبرزت أهمية الخيال - خاصة في جنس الرواية التي هي- حسب د. لشكر دائما-ليست مجرد كتابة لحكاية ما وإنما هي كشف لمستور وتمزيق لحجاب.
‎وقد اعتبر الباحث د. حسن لشكر رواية " العريس" نصا يستكشف الواقع ولا يروم تحقيق التخيل فقط ولكن هي نص عصي على التجنيس وسيرة جماعية لجيل، وهوما دفع الباحث كي يعلن انبناء النص على عناصر السجال والحجاج في قالب ترسلي ساخر وفي زمن سردي يحين المغامرة. مقاربة د. لشكر للخطاب السجالي اعتمدت كذلك على مجموعة من الأبعاد هي : البعد الواقعي والبعد التكراري والحجج الجاهزة وغير الجاهزة وهي تتغذى في تمظهرها من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأمثال شعبية مع إيجاز اللفظ وإصابة المعنى والتنغيم وجودة الكتابة وهي العناصر التي تكون مجتمعة نهاية البلاغة. فالخطاب السجالي في رواية " العريس"– حسب الباحث د. لشكر– ينهل من دلائل شهائدية
‎وتاريخية، شواهد قرآنية، الإيقاع وتسلسل الصور،تقنية السجع، قلب المفاهيم، الاقتباس، الاستعارة والحلم كوسيلة سجالية . كل ذلك جعل الباحث يخلص إلى اعتبار الخطاب السجالي هنا يتوجه إلى الآخر لإعادة إنتاج محكي الاعتقال السياسي والتوثيق أدبيا لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب. .

‎عرض الباحث د. ناصر برجاوي كان تطبيقيا وتناول موضوع" الخطاب السري" من خلال مقاربة اللغة السرية التي يستعملها رجال الدين "الطلبة" (بضم الطاء ) 
‎والتي تعتمد على خلق مقابلات من الأعداد لكل حرف والتعود على استعمالها فيما بينهم كشفرة خاصة لا يعلمها غيرهم وهي التي تعتمد على حساب الجمل وتقوم بالاحتفاظ بالكلمة المهمة ثم المرور إلى تشفير الجملة بمقابل عددي من 1 إلى 1000. وقد قدم مجموعة من الأمثلة لذلك.

‎في الأخير جاء دور طلبة ماستر التواصل وتحليل الخطاب لتقديم ورقة اعتبرت الندوة فرصة لمد جسور الانشغال الفكري وتعميق النقاش حول مجموعة من التحديدات السيميائية و البحث في ماهية الخطاب في تغيير النظر إلى التراث كركام معرفي وذلك لبناء نقد عربي حديث وقادر على مقارعة النقد الغربي .
‎وكالعادة فتح مجال نقاش العروض وورقة العمل بعد ذلك، ثم اختتمت أشغال الندوة على أن يستمر بريقها خلال الأعوام القادمة.

‎الامتدادات المستقبلية:

‎ستنكب اللجنة التنظيمية مستقبلا على خلق امتداد مهم لهذه الندوة في الموسم القادم إن شاء الله والتي ستتوسع لتشمل الفضاء المغاربي من خلال العمل على استضافة باحثين من الجزائر وتونس.

‎جــامعة ابن طفيل

‎كلية الآداب والعلوم الإنسانية

‎القنيطرة/ المملكة المغربية

‎سلك الماستر:

‎ وحدة التواصل وتحليل الخطاب

«التـواصل و تحليل الخطاب»

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى