
كَيْفَ؟

كَيْفَ لِي أَنْ أَرْسُمَ الْـحُلْمَ الْكَسِيرَ عَلَى وَرَقْ
أَنْ أَنْـحَتَ بِالْكَلِمَاتِ الْـخُرْسِ وَجْعًا مُـخْتَرِقْ
أَنْ أَبْعَثَ بِالنَّوْحِ مِنْ قَبْرِهِ رُوحًا يَـخْتَنِقْ؟
شاعرة تونسيّة
كَيْفَ لِي أَنْ أَرْسُمَ الْـحُلْمَ الْكَسِيرَ عَلَى وَرَقْ
أَنْ أَنْـحَتَ بِالْكَلِمَاتِ الْـخُرْسِ وَجْعًا مُـخْتَرِقْ
أَنْ أَبْعَثَ بِالنَّوْحِ مِنْ قَبْرِهِ رُوحًا يَـخْتَنِقْ؟
تسألينَ ما أقولُ عنِ الحبّ؟!
لستُ أدري. تعوزُني اللّغةُ بل اللّغاتُ. لكنْ لأجلكِ سأحاولُ رسـمَه بالحروفِ الّتي تَـمتصُّ، دائمًا أبدًا، بعضًا مِـمّا نُحمِّلها مسؤوليّةَ أدائه.
الحبُّ هو إعلانُ العصيانِ على الذّاتِ الـمتخاذلة، هو الشّمسُ الّتي تُضيءُ وتُـحرِق، هو (...)
التّصدير: «اِعْرِفْ نَفْسَكَ بِنَفْسِكَ»: الفيلسوف اليونانيّ ’سقراط’.
أَمْسِكْ قلما. لا تَـخْشَ على نفسِك منه. إنّه أَحْرصُ عَليْك مِنْك.
خُذْ ورقةً. لا تَسمحْ لِبَياضِ صَفحتِها أنْ يُفزِعَك. إنّه صفاءُ ذهنِك مُنعكِسا عليها مُعانِقا إيّاها. اِفتحْ عينيْك عَليْك: (...)
وداعا، رفيقَ السّنينِ العِذاب...
وداعا، سَليلَ العَذاب...
كمْ دهرا سأحتاج لأُشفَى منك، مِن لَهفي عليك، مِن أسايَ عليّ، مِن لهيبِ النّدم؟! حتّامَ سيغسِلُ الدّمعُ عفنَ الرّوح الكسيرة؟ حتّام سأفتّش عنك في وجوه الغرباء؟! حتّامَ يخونني المنامُ ويأتي بك إليّ عُنوةً؟! (...)
وَيَـحْدُثُ أَنْ تَـحْسَبَ الصَّدْرَ خِلْوًا جَلِيدًا صَمَدْ وَأَنْ يَسْكُنَ النَّبْضُ عِنْدَكَ حَتَّى تَـخَالَ الفُؤَادَ الـمُعَنَّى هَـمَدْ وَأَنْ يَتَوَارَى فَحِيحُ الْـحَيَاةِ ذَلِيلاً طَرِيدًا وَرَاءَ سِيَاطِ الغَسَقْ وَهَبًّا... يَكُونُ (...)
أنَا مَا أرَدْتُ النَّجْمَ فِي وَضْحِ النَّهَارِ
حَسْبِي رَغِيفٌ مِنْ ضِيَاهْ
حَسْبِي مِنَ القُوتِ اشْتِعَالُ الرِّيحِ فِي الرُّوحِ
[نُشِرت في جريدة ’الشّعب’: ٢٠٠٦.١٢.٣٠]
الإهداء: إِلَى بَغْدَادَ الَّتِي جَمَّلَهَا التَّارِيخُ مَنَارَةً وَقُرْبَانًا. إِلَيْكِ الطَّرِيقُ... يُخَلِّي الطَّرِيقْ وَيَـمْتَدُّ وَعْرُ الْمَكَانِ سُهُولاَ بِجَسِّ خُطَاكِ وَلَمْسِ الْيَدَا وَيَنْهَالُ دَمْعُ السَّمَاءِ (...)
أَنَا مَا طَلَبْتُ انْتِحَارِي
وَلَكِنَّهُ الْيُتْمُ يَغْتَالُ طِفْلَهْ
كُلِّي عُيُونٌ لاَ تَرَى إِلاَّ افْتِتَانِي لاَ تَرَانِي، لاَ تَرَى إلاَّكَ دَانِ كُلِّي عُيُونٌ قَلَّعَتْ رَمْشًا كَسُولاَ لاَ تَوَالَدَ مَا يُكَدِّرُ صَفْوَ آنِي! كُلِّي عُيُونٌ أَهْدَرَتْ رُوحَ النُّعَاسِ صَحْوٌ شُـمُوسِي، دَثَّرَتْ بَرْدَ الْكِيَانِ كُلِّي عُيُونٌ (...)
يَا قَرارِي، خُذْ قَرَارَكْ صُنْ تُخُومِي مِنْ عِثَارِكْ مِنْ جُمُوحِي صُغْ شِعَارَكْ وَاكْوِ جُرْحَكْ، وَامْحُ عَارَكْ يَا قَرَارِي، خُذْ بِثَارِكْ شُدَّ أَزْرِي، فُكَّ أَسْرِي فِيكَ عِتْقِي وَاحْتِضَارِي فِي كُسَارِكْ مِنْ كُلُومِي صُغْ دِثَارَكْ لُفَّ كَوْنِي، (...)