السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم يوسف عرفة أحمد صقر

ألقوا على أمي القميص

ألقوا على أمّي الغِناءْ
من صففَ الأشجانَ في رأسِ السماءْ؟
سربٌ من الضَّوضاءِ حلّقَ
صرخةُ الأُمّاتِ تحملُ صيحةَ الأفراخِ
طَأطأتِ القذيفةُ صوتَها
وعلت أهازيجُ العويلِ على أهازيجِ العُواءْ

ألقوا على أمّي القميصَ
فربَّما في الجبِّ تحرسُنِي الذئابُ
وإخوتي من سَلّموني للعزيزِ وسجنِه
يا أم لو أبصرتهم
لرأيت من يستودعون القمح في كف الغراب
العمي لا يتورعون عن السراب

ألقوا على أمي الحياءَ
فربَّما قد راودَتني من أتوقُ لقطفِها
لكن معاذَ الله
قضبانُ الحديدِ كمثلِ قضبانِ الذهبْ
من ذا يبيعُ الرأسَ مشتريًا ذنبْ؟!

ألقوا على أمّي الدموعَ
فربّما قطزُ الذي صاغت بصيرتُه الدروعْ
بأسنّةِ الفولاذِ كفكفَ دمعَها

ألقوا على أمّي الحياةْ
تبت يدٌ غدارةٌ
فرشت دمي سجادةً حمراءْ
قطراتُها علِقت بحافرِ خَيلهِم
هذا قَصاصٌ هاشميٌّ خيبريٌ
رتّلي سفرَ الخلاصِ
وآيَ تقليصِ الهلاكِ
وأقسمي بالتينِ والزيتونِ
أنّ الأرضَ أحسنُ منذُ جاءْ

ألقوا على أمّي النداءْ
إمّا الوفاءُ أو الفناءْ
يا معتصمْ
الكأسُ ملأى بالدّماءْ
فاعطشْ كما عطشَ الحسينُ بكربلاءْ
يا معتصمْ
دلِّ الدلاءْ
ستعودُ ملأى بالخزائنِ والدَّواءْ

ألقوا على أمّي العصا
حتى يُلقِّفَ فكُّها ما يأفكونْ
أو تمتطي ظهر العواصفِ بالمنونْ
لتعيدَ تدويرَ الغثاءْ
وتشقَّ موجَ الغيمِ
حتَّى ينتهي فصلُ الشتاءْ

ألقوا على أمّي الرجاءْ
الليلُ ينزفُ ظلمةً والفجرُ ينزفُ كِبرياءْ
ما شئتِ كُوني
لا تكوني ما يشاءْ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى