

الأَرْضُ تَهْتِفُ للشَّهِيدِ
"وعَلينَا نَحْنُ أنْ نَحَرُسَ دَمَ الشُّهَدَاء...وَعلينا نَحْنُ أَنْ نَحْيَا كَمَا نَحْنُ نَشَاء"
محمود درويش.
أصَابَ الأرضَ غَدْرٌ مِنْ يَهُودِ
فَتِلْكَ خِصَالُهُمْ مُنْذُ الوُجُودِ
فَقَالَ الشَّعْبُ نَهْلَكُ بَعْدَ حَرْبٍ
وَلَكنْ لا نُفَرِّطُ فِي العُهُودِ
سَنَثْأَرُ للدِّمَاءِ ولَا نُبَالِي
للَوْمَةِ لَائِمٍ أو للوَعِيدِ
سَنَأْخُذُ ثَأْرَ أَطْفَالٍ صِغَارٍ
رَمَوْهُمْ بالقَنَابِلِ والبَارُودِ
سَنَحْصُدُ كُلَّ جُمجُمةٍ بِجُحْرٍ
تَرَاهَا العَيْنُ بالبَأسِ الشَّدِيدِ
ومَا نَصْرٌ بذُلٍّ أو بلِينٍ
ومَا فلَّ الحَديدَ سِوَى الحَدِيدِ
إذَا حَمَلَ العَدوُّ لنَا سِلَاحًا
فَلَا يَجْنِي سِوى المَوتِ المَدِيدِ
وَجُندُ اللَّٰهِ طُوفَانٌ وَسَيْلٌ
فَسَلِّم لِي عَلَى رُوحِ الشَّهيدِ
أَرَى مَوْتًا يُصَافِحُ مَنْ جِوَارِي
فَيَسْعَدُ قَائِلًا: هَلْ مِنْ مَزِيدِ!
ودَمْعَةَ طِفْلَةٍ ورِثَاءَ أمٍّ
تُوَدِّعُ مَنْ أطَالُوا فِي الرُّقُودِ
هي (الخَنْسَاءُ) تَأتِي كُلَّ جِيلٍ
لِتَكْتُبَ جُلَّ أَبْيَاتِ القَصِيدِ
إذَا مَا المَوتُ أَدْرَكَ طَالِبيهِ
فَنِعمَ المَوتُ للرَّجُلِ المَجِيدِ
لأَنَّاتِ الضَّحَايَا لَحْنُ مَوْتٍ
وَصَوتُ الطَّائِرَاتِ لَهُ سُهُودِي
وَمَلْحَمَةٌ لقَصْفِ رُفَاتِ رُوحٍ
وَقَلْبٍ تَارِكٍ صَدْرَ الوَلِيدِ
أُلَمْلِمُ مَا تَبَقَّى مِنْ جِرَاحِي
لأَعْبُرَ جِسْرَ أَهْوَالٍ جَدِيدِ
فَقُلْ للصَّامِتِينَ الآنَ سُحْقًا
فَإِنَّ الصَّمْتَ مِنْ شَيَمِ العَبِيدِ
ولَيْسَ الحُرُّ يَقْبَلُ عَيشَ ضَيْمٍ
ولَيْسَ الحُرُّ يَقْبَلُ بِالقُيُودِ
لِغَزَّةَ أَلْفُ (سِنْوَارٍ) سَيَحْيَا
وَيَجْلِبُ مَجْدَ أُمَّتِنَا التَّلِيدِ
وَقَاوِمْ؛ كُلَّمـا قَاوَمْتَ تَنْجُو
وَحَارِبْ بِالبَقَاءِ وبالصُّمُودِ
سَنَسْعَى كُلُّنَا، لا بُدَّ يَوْمًا
سَنَثْأَرُ للعُهُودِ وللوُرُودِ
سَنَطْلُبُ مِنْ إلَه الكَوْنِ نَصْرًا
وَنَدْعُو فِي الرُّكُوعِ وفِي السُّجُودِ