الأحد ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم حياة محمود

العيون المؤمنة

عَذبٌ فُراتٌ في مآقِيها بَدا
مِلحٌ أجاجٌ دَمعُها عند البُكا
رَبَّاهُ مِن جَمالِ آياتكَ في عينيها !!
حين جَعلتَ العذبَ والمالحَ في جَفنيها يلتقِيان..
بَرزَخٌ بينَهُما لا يبغِيان..

إنَّ عينيها لآياتُ الهُدى
ضالٌ رأى عينيها ثُمَّ اهتدى
وأعلنَ الإيمانَ طوعاً..
لاعناً ما قَدْ مَضى من عُمرهِ المنثورِ في صحراءِ الضلال
إذ يرنو إليها زاهداً
مُستعفِفاً مِنْ بَعدِها عَن كُلِّ أشكال الجمال
خاشعاً مُستعصماً باللهِ من شيطانٍ
يغويه عن توحيدِ ربِّ هذه العيون
خالقٌ بَديعٌ مؤمنٌ
ربّي إذ قَضى لعينيها أنْ تَكون
سُبحانه!..سُبحانهُ!..
مِن جمالِ هذه العيون!
قاهرٌ فوقَ العبادِ مَنْ قَضى أن يُظهرَ الحقَّ و يُعلي
رايَّة َ الإيمان تَسمو في مَآقيها الكحيلةْ

تبقى كأرض ميعادٍ عيناها الجميلةْ
حُرمتْ دوماً على مَنْ خانَ عهدُ الله
كانتْ دوماً ميراثُ أصحابِ الفضيلةْ
حوراء لا تتوهُ في حُدودِها
فكحل الله في العيون يهديكَ سبيلا
لن تجد منهُ مثيلا
ثمَّ لم يبقى للجمال بعدها بقيةْ..
ربَّاه مِن عيونها التي تحمل أرضاً و هويةْ..
رفقاً بنا أيا عينيها البنيةْ

كُنتُ أقول أيا !! متى صارت هُنا؟!!
هل تأتي صوبي أنا؟!
لم أكتفي من وصفها!
وصار شِعْري عاجزاً من لحظها!
ها هِيَ ترمي شِعْري بِطرفها...
مِنْ دَهشَتي تقول لي مُبتَسِمةْ:
"باللهِ ماذا تَكتُبي؟!"
قُلتُ لها
وَقَدْ بَدا مني لها ما قَد بدا :

"سُبحان من أعطى العيونَ المؤمنة".. !


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى