الثلاثاء ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

القضيّة

ما سدّت الطرقاتُ إنّما فُتحتْ
خلا الطريقَ إلى داري فمنغلقُ
سبعون عاماً بألف كذبةٍ زُرعتْ
ما أثمرتْ غيرَ هذْرٍ أرضهُ ورقُ
لا الحربُ شُنّتْ لأجلِ عودةٍ شُطبتْ
ولا الذين ابتغوا سلمًا بها نطقوا
كأنّها الماءُ حربُهم به طُفئتْ
أم علّها النارُ فيها السّلمُ يحترِقُ
أشجارُ كذْبٍ تُغاثُ كلّما ذبلتْ
بكذبةٍ مستظلٌّ تحتها النّزِقُ
وهذه تفضحُ الّتي لها سبقتْ
وتلك في كذبةِ الأسلافِ لا تثِقُ
سبعون عامًا بألف كذبةٍ فُضِحتْ
كم كذّبت نفسها إذ صدّق الخرِقُ
وعينُ أمّي على الحدود مذ رُسِمتْ
فعلّ خطاً من الخطوطِ يُخترَقُ
وأذْنها بازْدحامِ الموجِ ما اكترثتْ
فعلّ شيئاً عن الإجْماعِ ينبثِقُ
وكلّما قرّ موجٌ بالعصا ضَرَبتْ
فعلّ بحراً من الحصارِ ينفلِقُ
وكلّما دُقَّ فجرًا بابُها قفزتْ
فعلّ صبحَ بلادي بين منْ طرَقوا
وكلُّ سيّارةٍ مرّت بها سُئلتْ
فعلّ ركبًا إلى البلادِ مُنطلِقُ
أفٍّ لما تفعلُ الأحلامُ إذْ رُهنتْ
بصُبحِها كلّما أطلّ تفترقُ
لكنّ أرضَ الإبا تفي إذا وعدتْ
فربّ حقٍّ مضىْ أتىْ به نفقُ
سبعون مرّت ورأسُ هيئةٍ قصَمتْ
ظهرَ الشّعوبِ علىْ أوضاعِنا قلِقُ
سبعون والحقُّ أسْدٌ كلّما زأرتْ
باض ونقّ المهرولونَ أو نهَقوا
سبعون عامًا وظلُّ جدّةٍ نفقتْ
من دورةِ الإنتظارِ ليس ينْعتِقُ
في دورة صبحُها رمّانةٌ ثملتْ
وتنتهي عند بيتٍ سترُهُ الشّفقُ
قد غلّبت نفسهُ هوى الثرى وبكتْ
هوىً ثراهُ بها ما عاد يلتحقُ
من مُبلغ الظلَّ أن جدّتي اعتذرتْ
فقد تكالبتِ الأيّامُ والطُرُقُ
وفأس جدّي جوارَ ظلِّه وقفتْ
من تحتِها الماءُ يَجري فوقَهُ العرَقُ
كأنّها في استراحةٍ فما هدأتْ
أنفاسُها ودمٌ ما زال يندفقُ
دربٌ وأتعسْ به ذاك الذي اصطلحتْ
فيه الذئاب وفي سواه تفترقُ
حتى الدّماء دماءُ الأخوة اختصمتْ
فيه وما انفكّت الأعذارُ تُختلقُ
حتى أحاديث صلحِها قد انكفأتْ
عنه وفي شهوةِ الكرسيِّ تحترقُ
كأنّها في شقاقِها وألفتِها
سمٌّ جزيئاتهُ في العرقِ تتّفقُ
ولّى زمانُ الصّبا واحدودبَ الجسدُ
والقلبُ من نبضهِ حلٌ ومُنسرِقُ
والصبرُ والشمسُ في جلودنا التقيا
ولستُ أدري بمن الجلدُ يحترقُ
لا الشمسُ أطفأها بردُ الشتاء ولا
صبرٌ تضرّمَ في حلْمِ اللقا غرِقُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى