

بريقٌ على دَربِ المُقاومَة
١- مَازلتَ بالصَّبرِ - رَغمَ القَهرِ- تلتحِفُ
ياصاحبَ الحقِّ ..عَلَّ الليلَ يَنكشفُ
٢- وَتبرقُ الأمنياتُ البِيضُ تُمطرُنا
أغْياثَ حُريةٍ يُمحَى بِها الأسَفُ
٣- مِثلَ النَّخيلِ سَمقتَ اليومَ تُشهدُنا
أنَّ السُّعاةَ إلى التَّحريرِ ما انْحرَفوا
٤- عَن دَربِ مَجدٍ بعزمِ الصَّامدينَ بدَا
يقولُ: (غزةَ) فوقَ الشُّهبِ كمْ تَقفُ
٥- نَسرًا جَناحاهُ نحوَ المجدِ تسبقُهُ
لَولا يدُ الغدْرِ بالعُدوانِ تَلتقِفُ
٦- وأسألُ الليلَ عَنها حِينَ أرَّقَني
وَجيبُ مُهجتِها.. وانْتابَني الّلهَفُ
٧- يُجيبُني طِفلُها في صَوتِ قاصِفةٍ
لِملجأٍ ضَمَّهُ .. والدَّمعُ يَنجرفُ
٨- وصوتُهُ بِنشيجِ الذُّعرِ مُختنِقٌ
مِن الدَّمارِ ..ولاأحْياهُ مَنْ سَعفُوا
٩- وَذِي العَصافيرُ فوقَ الدَّوحِ قد قُتلَتْ
بأيِّ ذنْبٍ؟؟..ومنهاالحُلم يُختَطفُ
١٠- حُلمُ البَراءةِ .. والنخلاتُ باكيةٌ
في حضنِها وذُرَى الزَّيتونِ تَرتَجفُ
١١- والنارُ مِن يدِ (صهيونٍ) مُدمِّرةٌ
وجْهَ الحياةِ بِها..واسْتفْحلَ الشَّظفُ
١٢- يُسيلُ نزفَ جِراحٍ لايُضمدُها
إلا كفاحُ أسودٍ.. بِالإبا عُرِفوا
١٣- لِلنَّصرِ شاءُوا فَباعوا عُمرَهمْ مِزقًا
على طريقٍ بهِ- الْحُرِّيةَ- ارْتَصَفوا
١٤- في (غزةَ) النصرُ كمْ شاءُوهُ فانتفَضوا
رغمَ الحِصارِ ..وما مَلُّوا وما انْصَرفوا
١٥- يُجابِهونَ عدوَّاً لا فؤادَ لهُ..
علَى فنونِ الخَنا والقتلِ مُحترِفُ
١٦- ولاضميرَ لهُ إنْ شطَّ يرْدَعُهُ
ولا رقيبَ إذا ماغرَّهُ السَّرَفُ
١٧- يُفجِّرُ البيتَ فوقَ السَّاكِنينَ بِهِ
لمْ يَرعَ حُرمةَ مَن تأويهمُ الغُرَفُ
١٨- شِيبًا.. نِساءً .. وأطفالاً سَواسِيةً
فالأمرُ في شَرْعِهِ ماكانَ يَختلفُ
١٩- حَتى المَساجدَ - دورُ اللهِ - يَقْصفُها
و أيُّ دِينٍ لِمَنْ أغْواهمُ الصَّلَفُ ؟
٢٠- وكم مَشافٍ ومَرْضاها أسِرَّتُهمْ
تَشكو العَناءَ أبَادوها.. وَماوَجفوا
٢١- وللمَدارسِ دكُّوا هادِمينَ بِها
آمالَ نَشءٍ..فيوضَ العلمِ يرتشفُ
٢٢- وتحتَ أنقاضِها الأكوامُ مِن جُثَثٍ
تراكَمتْ.. وَعليها ضِعْفَها جَرَفوا
٢٣- يكادُ يَبْكي التُّرابُ الحُرُّ سِيلَ دِمًا
في إثرِ مَجزرةٍ ضَجَّتْ بِها الصُّحُفُ
٢٤- وهلْ سَيشْفي كَلامٌ جُرحَ نائحةٍ
عَلى صِغارٍ لها بالغَدْرِ قد قُصِفوا ؟؟
٢٥- والأمهاتُ وأطفالٌ لها سُحِقتْ
تحتَ الرُّكامِ.. وفِيها شُوِّهتْ نُطَفُ
٢٦- أنينُهمْ صَمَّ آذانَ الدُّنا ألَماً
لكنَّما العَربُ اعْتادوهُ.. بلْ ألِفوا
٢٧- وأغْمَضوا عَينَهمْ عمَّا يُحاكُ لهمْ
مِن قلبِ(غزةَ)إذْ أمْستْ هيَ الهَدفُ
٢٨- إلى اجتياحِ أراضِيهمْ .. ويا أسفاً
ياأيُّها العُربُ :لمُّوا الشَّملَ..وائتَلِفوا
٢٩- ولِلعروبةِ صُونوا تاجَ عِزَّتِها
فكمْ تقلَّدهُ عَن سَالفٍ خَلَفُ
٣٠- وبالتَّآزُرِ أعْلوا مِن هُوِيَّتِكمْ
صَحائفًا خَطَّها بالعِزَّةِ السَّلفُ
..
٣١- إنَّ الصَّهاينةَ.. التَّدميرُ غايتُهمْ
قتلاً وسَفْكًا -جِهارًا- وِزْرَهُ اقْتَرفوا
٣٢- في كلِّ مَذبَحةٍ كمْ فجَّروا حِمَماً
مِن المآسي ..ألوفٌ تَحتها عُصِفوا
٣٣- ولا الأثيرُ يُوفِّي نقلَ صورَتِها
ولاحروفُ لغاتِ الكونِ قدْ تَصِفُ
٣٤-فكَفكِفي-أمَّةَ الأحرارِ-أدْمُعَ مَن
ترصَّدوهمْ وبالفُسفورِ كمْ نَسَفوا
٣٥- ولَملِمي كَومَ أشْلاءٍ.. لهَا انْفطرَتْ
عيونُ ثَكلَى عَليها خرَّتِ السُّقُفُ
٣٦- وأنقذي زَهراتٍ في الصِّبا ذَبُلتْ
مِن الصُّراخِ.. وماتَ اللهوُ والشَّغفُ
٣٧- لمَّا رأوْا بأتونِ الحَربِ جَدَّهمُ
والأمَّ والأبَ والإخوانَ قد نَزفوا
٣٨- فأقسَموا يَحملونَ الرايةَ.. اسْتَبقوا
إلى الجِهادِ نُسوراً زَادُها الشَّرفُ
٣٩- هَبُّوا نخيلاً ..ونحوَ النَّجمِ قامَتُهمْ
تَعلو ..ومِن كَوثرِ الأحْرارِ قدْ رَشفُوا
٤٠- ماضَيَّعوا العُمرَ في لَهْوٍ .. وماشَغلتْ
أحْلامَهمْ بهجةُ الدُّنيا أو التَّرَفُ
٤١- على خُطَى زُمرةِ الأبطالِ خُطوتُهمْ
وفي مَحاريبهمْ صَلُّوا بَل اعْتَكَفوا
٤٢- سِلاحُهمْ حَجَرٌ.. والعَزمُ قائدُهمْ
وَراءَهُ تابَعوا الأقدامَ ما وَقَفوا
٤٣- وجوهُهمْ (غزةٌ ) فِيها قَد ارْتسمتْ
مَلامِحاً لِصمودٍ لَحْنهُ عَزَفوا
٤٤- لِيُسْمِعوا الكونَ أحلَى أُغنياتِ فِدىً
تقولُ : إنَّا عليهمْ (أيْنَما ثُقِفوا)
٤٥- ولَن نُهجّرَ قَسرًا أوْ طَواعيةً
ف(غزةٌ) أرضُنا .. مَهما لنَا قَصَفوا
٤٦- عَلى ثَراها دِماءُ العُمْرِ نَسْكبُها
وعَن هَواها فَما-يوماً-سَنَنْصرِفُ
٤٧- وما تَساوتْ أيادٍ في أصَابِعها
جَمرُ الجهادِ .. وأخْرَى زانَها التَّرفُ
٤٨- سَيحكُمُ اللهُ والتاريخُ حُكمَ رِضاً
في ثُلةٍ لمْ تزلْ للظلمِ تَقترِفُ
٤٩- ويكتبُ النَّصرَ للأبطالِ.. يَمنَحُهمْ
صَكَّ الخلودِ.. وبالأحْرارِ يَعترِفُ
٥٠- وَيملأُ الكونَ آياتٍ مُعطرَةً
عَن (غزةَ)المَجد..مَن بالعِزِّ تتَّصِفُ