السبت ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم أحمد فضل شبلول

بين بيتين

(1)

أن تدخلَ بيتي

معناهُ.. أن تنسى ما في خارجِ قلبِكْ

أن تنسى كلَّ شوارعِ حزنِِكْ

أن تدخلَ غُرْفَةَ روحي

تمشي حتى تصلَ إلى الشرفةْ

في الشرفةِ..

طيرٌ وحِسَانْ..

وشموسٌ حانيةٌ

وهواءٌ عطريٌّ يتموْسَقُ بالرَّيْحَان

أشجارٌ من تِينٍ..

أحلامٌ من برقوقٍ أو رُمَّانْ

ونخيلٌ من بسماتٍ صافيةٍ

وضياءٌ ذو أكمام

وعناقيدُ العنبِ..

تدلَّتْ فوق الحيطان

لا تلمسْ جدرانَ المَدْخلْ

فأمامكَ أفراحٌ في شُبَّاكِ الشطآنْ

أنوارٌ من عسلٍ ودِنان

بَسْمِلْ..

حَوْقِلْ..

الشرفةُ بجوارِ البحرِ

وتحت سماءِ العرشِ

وبين أيادي الرحمنْ

لكن لم تُذْكَرْ ـ أبدًا ـ

في القرآنْ

(2)

أن أدخلَ بيتَكَ

معناهُ.. أنْ أتركَ روحي بالخارجِ

أن آتي..

لا أجدُ الفرحةَ تنتظرُ قدومي

لا.. أهلاً

لا.. سهلاً

لا.. شايَ..

ولا.. قهوةَ

لا.. بسمةَ

لا.. أحضانْ

لنْ آتي..

فالأحلامُ انْحسرتْ

والدمُ يعلو فوق جبالِ الأحزانْ

والنارُ تُعشِّشُ في الأركانْ

كانَ البيتُ على ثغرِ الموج..

وكانْ..

يا ما.. كانْ

والآنْ..

أضحى بيتُكَ شبحًا يتقافزُ في كلِّ مكان

فبأي أكفٍّ

تمتدُّ الأيدي

كي نبدأَ عهدَ أمان؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى