الأربعاء ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠
بقلم حياة محمود

جدتي المقدسية

جدتي المقدسية

صَادفتُ يومـاً جـدةً في قدسـِنا
في سرعةِ البرقِ تمرُّ من هنا
جرياً إلى أعمالِها أحلامِــهـا
آمالِــــهــا
ينتابُني من عزمِها كلُّ العَجَبْ
مــن روحِــــها كــلَّي شَـــجَبْ
يــا جدَّتي نـــاديتــهــا
ياجدَّدتي لا تسرعـــي
سعياً إلى إيقافِها كرّرتُها يا جدَّتي
توقَّــفــت مَــــنْ هـــــــا هنـــا؟
في وجهــــها عند اللِقـَـا
واجهتُ عُمراً من شَجَنْ
واجــهتُ آهـــاتِ الزَّمَنْ
صــمتٌ لــها مِنّي بَدَا
فــكرَّرت من ها هنا ؟
فــــي ســهوةٍ قـلتُ لها إنّي أنا
ضــــمي يـــدي بـنـيَّتي
ماذا جـرى لا لا أرى
يـجتاحُني مـجدداً كلٌّ العَـجَبْ
هـَل لا تـرى ؟عـينـــي لــها
و كــيف تمضي هكذا يا جدَّتي ؟
سيغلقوا بنيَّتي
في وجـهـنا الأبواب لن
نــمـرَّ لا لــن نـُـصلـــي
ضمي يـدي أمضِ مـعي
أرجــوكِ لا نــبقى هنـا
أمسكتُها لكنَّنا من عزمها
لســـنـــا ســـوى طيـــــارةٍ
يا جدَّتي تَمهَّلي لا تُسرعي
إنّي أرى ما لا تري بنيَّتي
سيسرقوا أملاكَنا مقدسَنا
أحــلامَنــا

كيف إذاً لا تبصري ؟
يا جدَّتي حيَّرتني!
ليسَ العـــمى يعيقُــني بنيَّتي
أنّي هنا أحيا على أصواتهــا
يدلُّني عــلى الطـــريق بــائعٌ
لــمَّا يبــاشـــر الـنِدا
من كعكِنا من خبزِنا
تــذوَّقــوا
يجرُّني الصوت على طول المدى
يقتادُني قول الهدى
تدلني أحجارُها ساحتها
أبــوابُـها بنيَّتتـي
ياجدَّتي فلتسلمي
ثمَّ دَعــت يــا ربِّ لاتــخســف بنــا
واقسم لنا في المسجدِ الأقصى صَلا

حتَّى إذا جئنا إلـى
باب الحديد رَّدنـا
جنودهم قالوا لنا
قد منع الدخول لا
تقف هنا هيَّا إلى الوراء لا
تقف هنا
تـــحطــمــت أحـــلامنــا
في مَسمعي ردَّ الصدى
لا تَدخُلـي ...لا تَخُلـي
لم يستــطيعــوا مــنـعهـــــا
لأنها للقدسِ والقدسُ لهــــا
لكنهم سرعان ما ألقوا بها
استصــرخــت قالت لهم
لِتَخسئوا لتَخسئوا
أفديك من روحي أنا يا قدسنا
رفعتُها عانقتُها
قلت لها يا جدتي هل من عتبْ؟
ثمَّ انهمر دمعي انهمر
لا تحزني بنيَّتي
ما مِن عَتبْ
لستِ السببْ
ماذا وجب أن تفعلي؟!
سيقتلوا شبابَكُم
ثمَّ يقولوا أنكم إرهابُ يا بنيَّتي
لكنَّنا باقون في حُلُوقِهم
لن يستَطيعـوا بَلـعَنـا
لن يستَطيعوا سَحقنا
لن يستطيعوا جدَّتي لن يستطيعوا
هل تسمعي يا أمَّتي؟هل تسمعي؟
لن يستطيعوا طَردَنا

عانقتُها مُجدَداً ضَمَمتُها لأضلعي
في خاطري لا ينتهي شوقي لها
لكـن يــَزيـــدُ كـلَّمـا عاـنقتُـهــا
فكلُ شوق القدس في
أحـضَـانِهـا
تاريخنا عبر العصور بين أضلعي وفي
عُمقِ العناق كل ما لم يسمحوا
لي حينها بالقربِ لَهْ
مسجِدُنا قبَّتُنا
أحــلامُـــنــا

غمرتنا يقتلها
صوتٌ ينادي قائلاً
سيغلقوا المعبَرَ إن
لم تسرعوا! هل تسمعوا ؟
قتالةٌ عيونها
في لحظة الوداع لا
تُبعدُها عنّي كأنها ترى
وكرَّرَ الصوت النِدا
فلتـــسرِعوا

إلى القـاء جـــدَّتي
فلتسلــمــي بُنيَّتي
الطُف بهـــا يا ربَّنا
ثمَّ انتــهى وقتي هُنا
وما انتهت من داخلي
آمالُنـــــا


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى