الأربعاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم يحيى السماوي

خمس رباعيات

لم يكنْ يضمُر ليْ شَرّاً خَفِيّــــــا

عندمــــا أعلن هـــجــراً أبَدِيّـــــا


كان يـــدري أنني من دونِـــــــهِ

لا أرى في العيشِ ما يُغري فَتِيّا


لا تَلُمْني إنْ تعــــلَّقـــــْتُ بــــــه

يا عذولي... فلقد كان وَفِيّــــــــا


شـــاءَ قتلي لا جحوداً إنمّـــــــا

ليؤاسى بيْ... وكي يبكي عليّــا


غاضبُ مني؟ وهل يغضبُ وردُ؟

صُدَّ إنْ شِئْتَ... فبعض الصدِّ وِدُّ!


أنا أغْضَبْتـــــُكَ عمـــــداً كي أرى

كيف يغـدو مشرق الإزهـارِ خَدُّ!


وأنـــا أبكيـــتُ عينيـــــــــكَ لكي

أمسحَ الخَدّينِ حين الدمعُ يعـــــدو


ليس بحـــــراً حين لا يركبُــــــهُ

غَضَبُ الموجِ ولا جَزْرٌ وَمَــــــدُّ


في يدي وردٌ... وفي روحيˉجرحُ

فالنقيضانِ أنـــا: ليــــــــلٌ وصبحً


والصديقانِ أنا : شمــــسٌ وظــــلٌّ

والعدوّانِ أنـــــا: ثـــــــأْرٌ وصفحُ


لا أنا الصاحي فأغفــــــو عن قذىً

أو أنـــا النـــــــائمُ جذلانَ فأصحو


لم تزل صفحــــةُ عمري زَبـــــــَداً

تكتبُ الأحلامُ... واليَقظةُ تمــــحو!


هَتَفَتْ لــــكَ الأمــــواجُ والأُفــــُقُ

أبْحِرْ... علامَ الخــــــوفُ والقَلَقُ؟


فانْشرْ شراعَـــــكَ لا تَخَفْ غَرَقأً

يا مَنْ بحزنِكَ يغرقُ الغَـــــــرَقُ!


وارْتقْ بخيــــطِ الصبرِ أمنيـــــةً

تصبــــو إلى مرآتِها الحَـــــــدَقُ


إنْ كان غـــــــــــادَرَ مقلةً شَفَقٌ

فلســوف يلثـــــــمُ جفنَها الغَسَقُ


هذا مصيرُكَ... فاقْبَلِ الغَرَقـــــا

ما دُمْتَ تركبُ زورقاً وَرَقــــــا


هل كنــــت ترجو من مُعَتّــــَقَةٍ

شهداً... وعتمةِ كهفِها أَلَقـــــــا؟


كلُّ اللــــــــــذائذِ غَيرُ باقيـــــةٍ

إلاّ لــــــــــذاذةُ عِفّـــــــــَةٍ وتُقى


يا ويـــــحَ نفسي... كيف أَرْكَبَني

نَزَقُ الصِبا لغوايةٍ طُرُقــــــــا؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى