سلام على الإنسان!
إِذا مـا رَأَيْـتَ النَّـاسَ عَنْـكَ تَحَـوَّلُـوا
تَحَـوَّلْ ، تَجِـدْهُمْ مِنْ حَـوَالَيْكَ أَقْبَلُوا
طَـبَـائِعُ نَـفْـسٍ ما يُـطَاوِلُـهَا البِـلَـىٰٰ
ومَنْ كَـانَ مِنَّا لا يَرَىٰٰ النَّفْسَ أَحْوَلُ!
ولَـوْ أَنَّ (قَـيْـسًا) لَـمْ يُـجَنَّ جُـنُوْنُـهُ
بِـ(لَيْلَىٰٰ)، لـَجُنَّتْ/ (قَيْسُ عَيْلَانَ) زُلْزِلُوا
ولَوْ أَنَّ تِلْكَ (الدَّوْدَحِـيَّـةَ)(1) حَلَّـقَتْ
عَلَىٰ الحُبِّ، لَـمَ يَخْطُرْ قَنَا الغُصْنِ يَنْزِلُ
ولا قَتَـلَـتْهَا غَـيْـرَةُ الأَهْـلِ، لا.. ولا
هَـمَتْ في الأَغانِـيْ دِيْمَةُ الخُلْدِ تَهْمِلُ
أ تِلْكَ الفَـتَاةُ اغْتَالَـهَا الحُبُّ؟ أَمْ هُمُ؟
فيَا طُوْلَ هَمِّ الحُبِّ! والظُّلْمُ أَطْـوَلُ!
كَـقِـدِّيْـسَةٍ، ظَـنَّتْ سِـهَامًا تَنُوْشُـهَا
وُرُوْدًا، فَـضَمَّتْـهَا بِقَـلْـبٍ يُـقَــبِّـلُ
فيَـا وَيْلَ ما لاقَتْ مِنَ الوَيْلِ في الهَوَىٰٰ
وكَانَتْ فَـتَاةَ الحَـيِّ والحَـيُّ حُـوَّلُ!
وكَـمْ ذا يَـرُوْعُ العـاشِـقِـيْنَ تَـمَـنُّـعٌ
ومَـا هُـوَ إلَّا رَوْعُـهُـمْ آنَ كُُـبِّـلُــوا
تُعَـادِيْ الفَتَىٰٰ نَفْسُ الفَتَىٰٰ في وُجُوْدِ مَا
يَـوَدُّ ، وقَـلْبُ الـمَرْءِ لِلمَرْءِ يَقْـتُـلُ!
صَعِـيْـدٌ عَلَـيْـهِ كُلُّـنَا فِـي صعُـوْدِنَـا
ولٰكِـنْ هُـنَا كَلٌّ.. هُـنَالِـكَ كَـلْكَـلُ
فمَنْ عَـزَّ بَـزَّ السَّابِـقِـيْنَ، ومَنْ يَـهُـنْ
يُـبَزَّ: صَرِيْـمًا دِيْـسَ والخَـيْلُ تَصْهَلُ!
سَـلَامٌ عَـلَىٰ الإِنْـسَـانِ أيـَّانَ بُـدِّلَـتْ
مَعَـاهِـدُهُ الأُوْلَـىٰٰ وأَهْـلُـوْهُ بُـدِّلُـوا
وأَنَّـىٰٰ لِـمَيْتٍ يَـبْعَثُ المَـوْتَ طَـائِـرًا
جَنَاحَـاهُ نَـارٌ مِنْ دَمِ الدَّهْرِ تُشْعَـلُ؟
وما كَـانَ أَمْـسِ صَفْـوَةَ العُمْـرِ ، إِنَّـما
نَحِـنُّ لذِكْـرَىٰٰ كالطُّـفُوْلَةِ تَهْـطِـلُ!
() إشارة إلى مأساة تلك الفتاة اليَمنيَّة، من وادي (بنا). وعنها جاءت الأغنية الشهيرة «خَطَر غُصن القنا»، من كلمات (مطهَّر بن علي الإرياني).
