

سيناء يفاعتي و انحنائي
جناتكِ الخلدُ و الفردوسُ يا سينا
نلنا الشهادة فيها و النياشينا
روح من الله تسري في مرابعها
و رملها الطهر أجساد النبيينا
قد سار في ظلها إدريس يقصدها
و يوسف الحسْن تعزيزا و تمكينا
و كلم الله موسى فوق جبهتها
و جاء قدِّيسُنا روحاً و تكوينا
يا سعدَ أفئدةٍ خَطَّتْ حكايتها
في روعة الفجر تحبيرا و تلوينا
و في رباها أعزتنا محبتنا
و الحبُّ في ظلها يحيي المحبينا
و عند مفرقها كان المسا عيداً
بقدوم أهل التُّقى أصحاب هادينا
................................
سيناء إني عرفت الحب و الدينا
لما قرأتك ترتيلا و تلحينا
فيم التباعد و الأعراف تجمعنا
و ما التناحر و الأعراق تكفينا
أرجو التواصل عن حب و عن أمل
كي يرفع الله ذل المستكينينا
و أن تكونوا على ود و في وطن
أمن أمان سخاء ضارب فينا
وطن يعيش بنجوانا و همنا به
يعيش فينا و نجني منه زيتونا
وطن تجلى عليه الله مكرمة
من عاش فيه تمنى العمر مليونا
بلد حبانا و همنا تحت سدرته
كالنسم كالحلم ما أبهاك يا سينا
.....................................
أزهارك الليل و الأنداء تغمرنا
عبيرك الحلو صفوا في مآقينا
كم قد سهرنا و نمنا بين سوسنه
و قد نعمنا بعيش بات يكفينا
ستون عاما قطعت الدرب عن ثقة
و كبرياء و بات الحزن يطوينا
فما اللقاء بك سلمى ليسعدنا
حتى تعود بأنغام سواقينا
كم قد جرينا و تحت الظل مرفؤنا
نلهو مع الريح حينا و الذرى حينا
و كم غدونا عقيدتنا محبتنا
و العشب و الزهر سجاد ينادينا
عيون ماء و بكري بها ثملا
اركض برجلك يا أيوب و اسقينا
كم لعبة يا أصيل ثم يا حسن
تطوي الفيافي شموخا و الرياحينا
و يا عبير و يا سعد و يا أمل
و يا صفاء و قد طابت أمانينا
صار ابن زيدون يلهو في مزارعنا
يحطم التين فيه و الزراجينا
ما عاد يكلؤنا صبح و لا طرب
غير الرمال و شمس تكتوي فينا
سيناء إني عرفت الحب أطيبه
ذاك الزمان و قد عشناه تشرينا
إني لأعرف أن الحب لي أمل
ما غيره مستطاب في تعازينا
نعيش في ظله مليون أغنية
تفنى الدهور و يبقى الحب يا سينا
تفنى الدهور و يبقى الحب يا سينا