

في زمنٍ يركض… امتنانك
هو نجاتك
في عالمٍ مزدحمٍ بالصوت والضجيج، أصبح الصمت رفاهية، والسكينة حلمًا بعيد المنال.
نستيقظ على أخبار الموت، وننام على حكايات الخسارات، نلهث وراء لقمة العيش، نُعدّ نجاحاتنا على عجل، وننسى أن نسأل أنفسنا:
هل نحن بخير فعلًا؟
نظن أن السعادة تأتي مع المنصب، أو المال، أو السفر…
لكن الحقيقة أن السعادة كانت معنا دائمًا، مختبئة بين تفاصيل صغيرة أهملناها،
في ابتسامة أمٍّ أنهكها التعب،
في فنجان قهوة شاركناه مع صديقٍ قديم،
في صباحٍ لم يحدث فيه شيء سيئ.
الامتنان… دواء الأرواح المنهكة
يقول علماء النفس إنّ الامتنان ليس شعورًا عابرًا، بل هو ممارسة عقلية وروحية تغيّر كيمياء الدماغ.
حين نكتب كلّ مساء ثلاثة أشياء نشعر بالامتنان لها، فإننا نُعيد توجيه وعينا من النقص إلى الوفرة، من الحزن إلى التقدير، من الشكوى إلى الشكر.
الامتنان لا يُلغي الألم، لكنه يعلّمنا أن نرى الضوء في نهاية النفق، مهما كان بعيدًا.
كم من مرةٍ غيّر الامتنان مسار يومك؟
حين قلت “الحمد لله” بعد أزمة، أو ابتسمت رغم الخسارة…
في تلك اللحظة بالذات كنت تُرمّم روحك دون أن تدري.
التفكير الإيجابي… مقاومة صامتة
التفكير الإيجابي لا يعني أن نعيش في وهمٍ ورديّ، بل أن نختار زاوية النظر الصحيحة.
أن نواجه الألم دون أن نسمح له بابتلاعنا.
أن نؤمن أنّ في كلّ تجربة درسًا، وفي كلّ سقوط فرصة للنهوض.
في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بعدد المتابعين، صار الإيجابيون يُتهمون بالسذاجة،
لكنهم في الحقيقة أكثر شجاعة، لأنهم اختاروا ألا يتركوا للظلام آخر الكلمة.
دعوة إلى الامتنان
اليوم، قبل أن تُطفئ هاتفك، حاول أن تكتب ثلاث جمل بسيطة:
“أشكر قلبي لأنه ما زال ينبض رغم الخيبات.”
“أشكر من أحبّوني بصمت.”
“أشكر الله على يومٍ آخر أتنفس فيه بحرية.”
هذه الجمل الصغيرة ليست طقوسًا سطحية،
بل هي مقاومة ناعمة في وجه زمنٍ يلتهم أرواحنا بسرعة الضوء.
الامتنان لا يغيّر العالم من حولك،
لكنه يُغيّرك أنت،
وحين تتغيّر أنت… يصبح العالم أخفَّ وجعًا.