لا أشْبِهُ وردي
يا روحُ، الحلو الوردُ تناهبَهُ والطيرُ بسحره أسرى، نفسَه ضلَّ فما عَبِقا
أغواه حلاه ،تجنّى غافَلَ كوكبَهُ حتّى بِمراياهُ غرِقَا
صَنَماً بيديهِ سوَّاهُ، وعليهِ عيونُه تَحْسُدُه، فاسْتَوْثَنَتِ الحَدَقَا
ما همَّه ... قاسمَ حاسدَهُ من روحه ما مَلكا
ما صمّ لِمَن قد غامَضَ حلمَه فارتبكا
أَوَ تَتْرُكُني للريحِ وأنتَ كَسَوْتَ صدى روحي لَيْلَكا
إيّاكَ أُغَنِّي حتى سِرِّي بُحَّ بِكَا
إيّاكَ أُغَنِّي : لكنْ وَرْدي ليس لكا
يا روحُ ، الحلْوُ غَفا، سَلِمَتْ عيناهُ ما بِهما إلاّ وطنٌ لغريبٍ قلبَه قد لَحِقا
والحلوُ يُذاهِلُهُ قمرٌ بِسَناهُ يُناغي في الحيطانِ أغانيَ مَنْ هَجروا، عِنَباً لِسِوَاهم ما عتقا
إياكَ أُغَنِّي اخفضْ ليْ بجناحِ الحلْمِ مَرايا أُشْبِهَ فيها وَرْدِي... إنْ عَبِقَا
إيّاكَ أُغَنِّي يا حلو، الدَّمَعاتُ زَهَتْ في خَدِّيْ تُفَّاحَا
إيّاكَ أُغَنِّي زاغَ على أهدابك نجمٌ أنَّ بسرِّكَ ضوءاً فَضَّاحا
كم جَنَّتْ في عينيكَ سواسنُها غَمَزَتْ في صمْتكَ عطراً ذبّاحا
وبصمتكَ جَنّ بحرٌ، زرقتُهُ تُغوي سُفناً أمواجُهُ تَبكي ملّاحا
و لحمص بقلبك حقٌّ ممّا كان العاصيُ يُسْرج أرواحا
يا روحُ، الحلو محا ما كان يُحَبِّرُ بالزّفراتِ على ريحٍ، كانت لِمُحبيه ورقا
أَسَرَ العاصيَ في عينيهِ ، غَنَّى الأحجارَ السّوْدَ لعلّ حمامَ الروحِ ابْيَضَّ بمَا غَسِقا
غيّابُكَ ما رَحلوا .. اقتمروا بليالينا... أَرأيتَ ؟؟؟ بغير أماسينا ما هلّت ذكرى حبقا
