لنحظى بأُمّ شفيفة
"صباح أفقنا على حرق بغداد 1991"
خطــوةٌ:
وَتَوَكّأنَا في المسير – الطريقْ –
شمـــعةٌ:
وانطفأنا وما زالت دمانا خطا الفُرْسِ
نحو الحريقْ
تترجّل فينا السماء حليباً كفيفاً فنركضُ
عميان عبر الزجاج لنحظى بأمّ شفيفةْ
ننفض الأمس عن شَعْركِ الحرّ ملحاً
ليأكل – من كتفيك – كلانا رغيفًهْ
لِمَ تبكيـــنَ
نحن رمادٌ يقاوم ريحْ
لا الصدى وجه أمّ حنونْ
كي أصيــــحْ
لا دمائي ســراج الظـنونْ
كي أموت وفيَّ أُريح المسيحْ
لِمَ تبكينَ
والأمس لــيس بـفــاكهــة مــن ذهــبْ
وغدا ليس مملكتي كي عيونك تحرسها بجدار العتبْ
لا بياض يديك يعين السنونو على الارتطام ببعض نصاعتها
لا اتقاد الكنائس بالدمع يكفي لروما احتساب وداعتــهـا
فعلى أيّ رجل سنبكي لنهدي براغ على جملٍ أعرجٍ
وعلى أيّ سكّينة نتلوّى سدى
لتراقصنا نينوى ليلة القبض فيها على وطنٍ
وردةٌ:
وكأنّا اتقاء صراخك ننسلّ من جلد آبائنا
عرقاً أو نبيذاً أشدّ احمرارْ
ولأنّ حصان الفضيحة آخر ما ظل فيئاً لنا
لم يردّ الجدار صهيلاً ضجيج دموعكِ في الجلّنارْ
كوكبٌ:
ولآثامنا وبرٌ غير شَعْر الخنازير
والأنبياء سوانا لنرضع ألسنة النارِ
خمراً وننحلّ قطْراً على ساق غارْ
لِمَ تبكينَ
قلبيَ لا حرمون ولا قاسيونْ
كي أشارك غزلانه الاضطراب بحبكِ
إن كان حلمك قدْ قُدَّ من دُبُرٍ
ما أنا بمراهنٍ عجل السماء على مائه
قد رمتْ حجر من قساوتها لحن ميلادنا
والطيور تلوك دموعكِ مالحةً
تتخبط عبْر جهات دمي
ما الذي فعلته الليالي بنا
وكأنّ بعينيك نخل الفراتِ أنين جريح قبيل السحرْ
كيف خبّأت في صوتك الياسمين وكانت عيونك أقسى دموع الوترْ
فمتى الحبّ إن كنت عاشقةً
ومتى نلتقي خلف برد الحنينِ
أظنكِ ما زلت في الدرب تعتركين مع الريحِ
راحلةً مع إيقاع غربتنا
أبجرحك هرّبتِ كلّ نخيل العراقْ؟
أمُ .... سنبدأ بالاحتراقِ العناقْ؟
