

وغرقتُ في المرايا
أكان غامضاَ بياضُ أغنياتي في طلولكْ
أم كان أسوداً حمامي في أفولكْ
كما تشائينَ
البحارُ ما يخلّف الصدى مني ومنكِ في جدارٍ حاسدٍ
أَلشامُ شيءٌ من طيوفي
والورى أشياءُ من ذهولكْ
لكن .. تُرى مَنْ ودّعكْ
شبّاكنا لا شمعةٌ فيه
وأجراس الوعود في الصدى ترتدّ قلباً لي
لكي أبكي معكْ
لا نجمةٌ تمدّ كفّها في الروح
تقطف الغناءَ علّه
في ظلمة المسير ينفعكْ
غبْنا فلا الفجر يشقّ الدمع في موّاله
ولا الليالي أسرجت أقمارها من أضلعكْ
أو من عيون تعرفكْ
هل في الحجرْ
ذاكرة تحفظ أسماء العيون الضائعةْ
لو دمعة أخرى
تسمّي الشمس عيناً ساطعةْ
موتي قليلاً
تَصْحُ دمعاتي شموساً رائعةْ
لو ..... لو ..... ولو.....
لا شيء يغوي الليل
كي أبعثك الضحى بأرضيَ – القمرْ –
لا الأَطلسي ينقصنا
حتّى نحدّ في المدى زرقتنا
لا إِفّرسْت تلزمنا كي نتمكّنْ
في الأرضِ
كم ضعنا وعدنا من جراحنا
بلغنا الأرض عرضاً والجبال قبل طولاً
غير أنّا لم تلدْنا أمّنا على هوانا مرّةً
حتّى سوانا يسأل الحجرْ
كيف بَعَثْنا ياسميناً صافيا فيه خطانا
والقمرْ
لو في دمانا نام يا حبيبتي لَحَنَّ فينا لسوانا
أيّ أرض تسعكْ
وأيّ تفّاح سيغويني
وكلّ المعجزات أفلستْ
في بعثنا بأرضنا دون قَهَرْ
......
برغم أنّنا بشرْ .....
...... لأنّ حقّي في عيونكْ
أكثر مما هَتَكَ الظُلاّم فيها من سِوَرْ
أعيذُ فيكِ أنتِ دون الموت والسفرْ
......
......
أنظر أجراس السفرْ
في عينيها
تسقطُ من أوردتي
مثل الصدى تضيعْ
أبحث عنها في الدروبِ الساقطةْ
في كذبةِ الأحلامِ .....
في رعشاتِ غصنٍ منحنٍ
لم أجدْ إلاّ بمرآتي عيونها
حاولت أن ألمسها.... أجذبها
ما بيننا إلاّ الزجاجْ
جفّف أحلامي مرايا وانكسرْ
كلّ ظلال الدمع قلبي والمدى رموشه
لا تتركوا في حلكة الوقت دمي دون حنايا
كم غرقت في المرايا
كم تظلّلت الغصونْ
لا تتركوني في جنون البحر كالظنونْ