

مراثي الأمّ الكريمة
(كُتب هذا النص في أيام حصار حمص ولم يكن متاح نشره)
كبيرٌ على حمصَ تخمشُ وجهَ الصدى بالدموعِ وتصرخُ ملءَ المدى
تُرى مَنْ يُلَحِّفُني بأنيني، بَردتُ، وجرحي إلى بردِهِ ما اهتدى
وحمصُ تُنشِّفُ
فوق حبال الليالي
تَعَرُّقَ ملحِ العتاب
كثَوْبِ الخيالِ
تصيحُ تَشُقُّ على صدْرِ ريحِ الشِّمالِ
تَدُقُّ بأكثرَ مِنْ قلبها بابَ جارِ الرّياحِ
بُنيَّ حننتَ إليّ..؟ تعالَ.. تحنُّ عليّ جراحي
وألقى الحمامُ عليّ الهديلَ.. وردَّ إليَّ جناحي
سلامٌ على حمصَ تطْحنُ في ليلها الرّيحَ،تخبزُ ملحَ الهدى للصدى
وتعْصِرُ في كفّها نجمةَ الصّبحِ تسقي العصافيرَ حبْرَ المدى
كبيرٌ على حمصَ أن ينقرَ الطّيرُ مِنْ عينها كِسْوةً لهَوَا النِّيلْ
فَكَمْ قَطَّعَتْ حمصُ لمّا رأتْ حُسْنَ مِصرَ يَديْ قلبِها بالمواويلْ
وقالوا لحمصَ:اهبطي أرضَ مِصرَ السّلامْ
وكم هبطتْ قلبَ مصرَ بِنُوْقِ الدّموعِ الحرامْ
ولكنْ يدا مصرَ أوْهَنَ مِنْ أنْ تَردَّ السّلامْ
ومصرُ تجيء وتبكي على خبزِ أمّي
تَقِدُّ إلى الصّدرِ ظهري...وتعصرُ للطّير خمراً صوّانَ همي
تُلوِّثُ قمصانَها بدمي صارخةً:
أكلَ الذئبُ
أمّي
سلامٌ على حمصَ تكسو غِناها
بريشِ السّنونو لِتنسى الرّحيلْ
تسوقُ جبالَ الدّموعِ لعلّ
دمشقَ ترى قاسيونَ ضليلْ
و عيني بعينكِ يا حمصَ مَا أنْبَتَ الدّمعُ فوقَ جفونكِ عشْبا؟
أظنُّكِ كسَّرتِ شوْكَ عتابِكِ في عيننا فَكَفَيْناكِ صَلْبا
أطالتْ أظافرُ حزْنِكِ هدْباً لعينِ الجزائرْ
كأنّ الجزائرُ فكتْ ضريحَ الأميرِ بوشْمِ الحرائرْ
وعيني بعينكِ دارتْ كثيراً عليكِ الدوائرْ
على مِثْلِ حمصَ تَشُقُّ الجبالُ قميصَ ذراها بِشكْلِ شقائقْ
وتبكي البواكي على مِثْلِها و تسوّدُ ملْحَ دِماها الزّنابقْ
على كفِّها شقّ بحرٌ نوارسَه كي يشدَّ إليها السّما زوارقْ
وكرمى لعينيَّ حمصَ يَكفَ البراقُ جناحَ الصَّحابةِ هدْبا
وكرمى لحمصَ يلبّي الكثيبُ
ذرا قاسيون مراياً وقلبا
وعيني بعينكِ حمصَ تُشدّين شَعْرَ
بنيات نَعشٍ عساها
سترفعُ تابوتَكِ الوطني عن
رقابِ نِساكِ لِتُفْشي أساها
بُنِيّاتكِ كم علّقْنَ دمْعاتهنّ لآلئ في شَعْرِ....وقرطاً لأذن العواء
شربنْ ملوحة أبحارها السّود..رقّمْنَ أمواجها ليمكّنّ حبل الإخاء
وكانت ل............ عيون غريق أنين يديه يشدّ ملاسةَ شَعْرِ الهواء
وكان للونِ دمائكِ جرساً يُطيّرُ نومَ عِظَامِ الحجارةِ في سُورِ ,,,,,,ينْ
ويا حمصُ مِن حجرٍ قلب.....َ مهما أطلتِ الأنينَ وحكّيتِ بالدّمعِ فيه الحنينْ
فلن تعثري بسوى ظلْف تنين وقرنِ لهيبِ عيون الثعابينْ
وكرمى لحمص يمدُّ الفَراش
كواكب ألوانه ليضيء مساها
وكرمى لحمص تنيخُ السما
نو ق زرقتها لتعرّج ظعن نِساها